Libro de la Súplica
كتاب الاستغاثة
أحدها أن الجواب المذكور ليس فيه تخصيص النبي صلى الله عليه وسلم بالذكر بل قد صرح فيه بالعموم وقيل فيه من قال لا يدعى إلا الله تعالى وأن الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله تعالى فلا تطلب إلا منه مثل غفران الذنوب وهداية القلوب وإنزال المطر وإنبات النبات ونحو ذلك فهو مصيب ولذلك حيث ذكر هذا فلم يذكره إلا على وجه التعميم فدعوى المدعي أن النبي صلى الله عليه وسلم والملائكة خصوا بالذكر كذب لا يحتاج إلى جواب
الوجه الثاني أن يقال التحقيق في هذا الباب أنه إذا كان النفي لا يصلح لمخلوق فذكرت الأنبياء والملائكة على سبيل تحقيق النفي العام كان هذا من أحسن الكلام وكان هذا من باب التنبيه كما يقال لا تجوز العبادة إلا لله تعالى لا لملك مقرب ولا لنبي مرسل فينبه بنفيها عن الأعلى على انتفائها عمن هو دونهم بطريق الأولى
وكذلك إذا كان المخصوص بالذكر ممن قد حصل فيه غلو كما يقال ليس في الصحابة معصوم لا علي ولا غيره وليس في النبيين إله لا المسيح ولا غيره فهذا أحسن
فالمخصص إذا كان فيه فائدة مطلوبة كان حسنا
ومنه قوله تعالى {أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذا قسمة ضيزى إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى أم للإنسان ما تمنى فلله الآخرة والأولى وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى}
Página 458