لكل نبي حوضًا وإنهم ليتباهون أيهم أكثر واردة وأني لأرجو أن أكون أكثرهم واردة ".
وفي صحيح البخاري عن سهل بن سعد قال: قال النبي ﷺ: " أنا فرطكم على الحوض من مر علي شرب ومن شرب لم يظمأ أبدًا، ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفوني، ثم يحال بيني وبينهم ".
وزاد أبو سعيد الخدري فقال: " فأقول إنهم مني فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سحقًا سحقًا لمن غير بعدي ".
" قوله لم يظمأ " أي لم يعطش وفيه أن الشرب منه يكون بعد الحساب والنجاة من النار، وفيه أن الواردين المارين عليه كلهم يشربون، وإنما يمنع الذين يزادون عن الورود والمرور عليه، وسحقًا: أي بعدًا، وهذا مشعر بأنهم مرتدون عن الدين، لأنه يشفع للعصاة، ويهتم بأمرهم، ولا يقول لهم مثل ذلك.
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ قال: " بينما أنا قائم عند الحوض، إذ زمرة حتى إذا عرفتهم، خرج رجل من بيني وبينهم، فقال هلم فقلت: إلى أين؟ قال إلى النار والله قلت: ما شأنهم، قال إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقري، ثم إذا زمرة إذا عرفتهم، خرج رجل من بيني وبينهم، فقال هلم فقلت إلى أين قال: إلى النار والله، قلت: ما شأنهم، قال: إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقري، فلا أراه يخلص فيهم إلا مثل همل النعم ".
قال الكرماني في الكواكب الدراري والهمل بفتحتين ما يترك مهملًا لا يتعهد ولا يرعى، حتى يضيع ويهلك، أي لا يخلص منهم من النار، إلا قليل وهذا مشعر بانهم صنفان كفار وعصاة.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة ﵁ قال: إن رسول الله ﷺ أتي المقبرة فقال: " السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، ووددت أنا قد رأينا إخواننا قالوا أولسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال بل أنتم
1 / 53