أحوال الموتى
قال ابن عباس ﵄: " مر النبي ﷺ بقبرين فقال: إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يسبرئ من البول وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة ثم أخذ جريدة رطبة فشقها نصفين ثم غرز في كل قبر واحدة فقال لعله أن يخفف عنهما ما لم تيبسا ". ورؤى بعض الموتى في المنام فقيل له كيف كان حالك فقال صليت يومًا بلا وضوء فوكل عليَّ ذئب يروعني في قبري فحالي معه أسوأ حال. ورؤى آخر في النوم فقيل له ما فعل الله بك فقال: دعني فإني لم أتمكن من الغسل يومًا من الجنابة فألبسني الله ثوبًا من النار أتقلب فيه ليلًا ونهارًا. ومر عيسى بن مريم ﵇ بمقبرة فنادى رجلًا منهم فأحياه الله فقال من أنت فقال كنت جَّمالًا أنقل الناس فنقلت يومًا لإنسان حطبًا وكسرت منه خلالًا وتخللت به فأنا مطالب به منذ مت. ورؤى سفيان الثوري في المنام وله جناحان يطير بهما في الجنة من شجرة إلى شجرة فقيل له بم نلت هذا فقال بالورع. ووقف حسان بن أبي سنان على أصحاب الحسن فقال أي شيْ أشد عليكم فقالوا الورع فقال ولا شيء أخف عليّ منه فقالوا فكيف؟ فقال لم أرو من نهركم أربعين سنة. وكان حسان بن أبي سنان لا ينام مضطجعًا ولا يأكل سمينًا ولا يشرب باردًا ستين سنة فرؤي في المنام بعدما مات فقيل له ما فعل الله بك فقال خيرًا إلا أني محبوس عن الجنة بإبرة استعرتها فلم أردها. وكان لعبد الواحد بن زيد غلام خدمه سنين ويعبد ربه أربعين سنة وكان في ابتداء الأمر كيالًا فلما مات رؤي في المنام فقيل له ما فعل الله بك فقال خيرًا غير أني محبوس عن الجنة وقد خرج عليَّ من غبار القفيز أربعون قفيزًا.
ويروى أن رجلًا جاء إلى القبور فصلى ركعتين ثم اضطجع على شقه فنام
1 / 30