Issues of Rhetoric and Criticism by Abd al-Qahir al-Jurjani
من قضايا البلاغة والنقد عند عبد القادر الجرجاني
Géneros
بل على أن تنقله عن كونه خبرًا إلى كونه مبتدأ، وكذلك لم تؤخر زيدًا على أن يكون مبتدأ - كما كان - بل على أن تخرجه عن كونه مبتدأ إلى كونه خبرًا.
وأظهر من هذا: قولنا (ضربت زيدًا)، و(زيد ضربته) لم تقدم زيدًا على أن يكون مفعولًا منصوبًا بالفعل - كما كان - ولكن على أن ترفعه بالابتداء، وتشغل الفعل بضميره وتجعله في موضع الخبر له، وإذ قد عرفت هذا التقسيم، فأني أتبعه بجملة من الشرح.
وأعلم أنا لم نجدهم اعتمدوا فيه شيئًا يجرى مجرى الأصل غير العناية والاهتمام، قال صاحب الكتاب:
-وهو يذكر الفاعل والمفعول -: كأنهم يقدمون الذي بيانه أهم لهم وهم بشأنه أعني - وأن كانا جميعًا يهمانهم ويعنيانهم - ولم يذكروا في ذلك مثالًا، وقال النحويون: أن معنى ذلك: أنه قد يكون من أغراض الناس في فعل ما أن يقع بإنسان بعينه ولا يبالون من أوقعه كمثل ما يعلم من حالهم في حال الخارجي، يخرج فيعبث ويفسد ويكثر منه الأذى: أنهم يريدون قتله ولا يبالون من كان القتل منه ولا يعينهم منه شيء فإذا قتل وأراد مريد الأحبار بذلك فإنه يقدم ذكر الخارجي، فيقول قتل الخارجي زيد، ولا يقول: قتل زيد الخارجي لأنه يعلم أن ليس في أن يعلموا أن القاتل له زيد جدوى وفائدة فيعنيهم ذكره ويهمهم ويتصل بمسرتهم، ويعلم من حالهم أن الذي هم متوقعون له
1 / 88