241

Issues of Faith in the Book of Monotheism from Sahih al-Bukhari

مسائل العقيدة في كتاب التوحيد من صحيح البخاري

Géneros

ثم صرح ﵀ في باب - ما جاء في تخليق السموات والأرض وغيرها من الخلائق وهو فعل الرب ﵎ وأمره - فالرب بصفاته وفعله وأمره (وكلامه) (١) هو الخالق المكون غير مخلوق وما كان بفعله وأمره وتخليقه وتكوينه فهو مفعول مخلوق مكون
فبين ﵀ أوضح بيان أن التخليق فعل الله والمخلوقات وقعت بفعل الله والمخلوق ليس هو فعل الله وإنما مفعوله؛ ووضح ذلك في خلق أفعال العباد فقال: وأما الفعل من المفعول فالفعل إنما هو أحداث الشيء والمفعول هو الحدث لقوله ﴿خلق السموات والأرض﴾ الأنعام ٧٣، فالسموات والأرض مفعولة وكل شيء سوى الله بقضائه فهو مفعول فتخليق السموات فعله لأنه لا يمكن أن تقوم سماء بنفسها من غير فعل الفاعل وإنما تنسب السماء إليه لحال فعله ففعله من ربوبيته حيث يقول كن فيكون ولكن من صنعته وهو الموصوف به كذلك قال: رب السموات ورب الأشياء وقال النبي ﷺ " رب كل شيء ومليكه ". (٢) قال ابن القيم معلقًا على كلام البخاري في تبويبه: وهذه الترجمة من أدّل شيء علي دقة علمه ورسوخه وهي فصل في مسألة الفعل والمفعول وقيام أفعال الرب ﷿ وانها غير مخلوقة وان المخلوق هو المنفصل عنه الكائن بفعله وأمره وتكوينه. وفرق بين ما يقوم بالرب وما لا يقوم به وبيّن أن أفعاله كصفاته داخلة في مسمى اسمه ليست منفصلة خارجة مكونة بل بها يقع التكوين (٣)
وقد اكتفيت في بيان مراد البخاري من كلامه هو ان كان بعيدًا عن أقوال الشراح ولا يخفى أهمية ذلك حتى قال الحافظ في مثل هذه المسألة " ثم وجدت بيان مراده في كتابه الذي

(١) ما بين الاقواس في بعض نسخ الصحيح وهي رواية ابي ذر كما في الفتح ١٣/ ٤٤٨
(٢) خلق افعال العباد ص ١١٣
(٣) اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم ص ٢٤٠

1 / 241