Ismael Casim en el desfile de la vida y la literatura
إسماعيل عاصم في موكب الحياة والأدب
Géneros
الخلد في الدنيا محال
والحال ولو طال استحال
والمرء مهما اختال خيال
وكثرة الآمال وبال
فكل شيء للزوال
والله يبقى لا سواه
ثم يتحدث بعد ذلك عن فكرة الموت، وكيف أن الموت يأتي لا محالة، وعندما يأتي لا بد أن تخضع له الرءوس؛ لذلك ينبه الناس إلى عدم التمسك بالدنيا وغرورها، فسرورها ما هو إلا شرور، ومهما تمسكنا بالدنيا فمصيرنا إلى الزوال، ويتخذ الهدهد بعد ذلك النبي سليمان مثالا حيا على ذلك قائلا: «وكلما تذكرت سيدنا سليمان وما كان له من عظيم السلطان وما كنت فيه من الإمارة وكبرياء الوزارة، ثم ما أعقب ذلك من الزول وسرعة الانحلال، أغطي رأسي بجناحي راضيا من الغنيمة برواحي، وأقول يا أرض ابلعيني، ويا أيتها الدنيا دعيني، فمتاعك غرور والاغترار بك زور.»
وبعد ذلك ينشد الهدهد أبياتا مطولة يتحدث فيها عن غدر الدهر، وعدم جدوى كنز المال، وعدم التكالب على المناصب ضاربا المثل بالنبي سليمان، وعدم الانهماك في الملذات ... إلخ هذه النصائح. ثم تقابل مع عصفور الأدوار الذي سرد للهدهد تاريخ البشرية منذ آدم عليه السلام، وكيف خرج من الجنة مع حواء، والصراع بين قابيل وهابيل، وكيف استاء العصفور من هذا الصراع فعاد إلى مركزه في السماء، ولكنه عاد إلى الأرض مع نوح عليه السلام؛ لعله يجد في الأرض السلام، ولكنه وجد عقوق الابن لوالده نوح، فقال: «بالأمس قتل الأخ أخاه، واليوم عصى الولد أباه، فأي خير من الدنيا أتمناه، وصعدت إلى مركزي مستعيذا بالله.»
وحانت لحظة رحيل العصفور، فقال للهدهد: «اعلم أن العاقل من اعتبر بأمسه، وعمل لغده ولم يضيع دقيقة من عمره بغير فائدة تعود عليه وعلى بني نوعه. فإن العزلة داعية الكسل والبطالة، وهذا تأباه النفوس الشريفة، وبقدر الكد تكون الفائدة التي قدرها الله سبحانه وتعالى. فإن الحذر لا يمنع القضا، والعزلة لا تدفع سهام البلايا المنقذفة عن قسي السموات.»
وتتوالى الأحداث بعد فراق العصفور، فيحضر آصف ليكمل الحديث مع الهدهد ويعدد له أسباب الخراب والدمار في الأرض، عارضا منها الحسد والحقد.
Página desconocida