Ismael Casim en el desfile de la vida y la literatura
إسماعيل عاصم في موكب الحياة والأدب
Géneros
هذا، ولا يؤاخذنا حضرة المحامي الفاضل والزميل المقتدر إذا لم نعده هذه المرة أيضا في جملة الخطباء؛ لأننا ولا مؤاخذة فيما نكتب لا نريد إلا أن نقرر الحقيقة وهي لا تقرر إلا خطيبا واحدا في مصر هو ذلك الوطني الصادق الغيور رصيفنا مصطفى كامل باشا، الذي مارس الخطابة حق ممارستها وقام بأعبائها خير قيام.
نعم، ربما يوجد في مصر من له مقدرة على الخطابة بأظهر معانيها، ولكن انزواءه عن الظهور في محافلها يجعلنا لا نعتبر إلا مصطفى كامل باشا خطيب مصر الوحيد، وعسى أن يعززه الله في القريب العاجل بثان وثالث ورابع إلى ما تبلغ به مصر من الخطابة النافعة مشتهاها وإن كره المفارقون، ومثل حضرة الزميل وإن تبوأ من تلقاء نفسه منابر الخطابة في بعض المحتفلات الصغيرة، فهو حتى الآن لم يوفق إلى سلوك الخطة التي يرتجيها وطنه من أمثاله، إن كان من القادرين على السير في طريق التقدم بقلمه ولسانه فليهدئ حضرته ثورة نفسه، فإن زمانه الذي كان يندفع فيه كل إنسان صائحا لاغطا بما يشاء قد انقضى، ونحن الآن في أوان لا يظهر فيه إلا كل مقتدر نشيط صبور.
وليكن هذا الذي كتبناه كافيا للتعقيب على رسالة الزميل الفاضل ونعود إليها فنوفيها قسطها بما هو أوضح وأشرح، سواء وفى بوعده من البيان أو لم يوف، والسلام.
2
أبو شادي
رد على انتقاد
كل أمة لا تخلو من رجال يقفون سدا في طريق العاملين من أبنائها كما تعترض الصخرة الصلدة فأس الفلاح النشيط، غير أن أولئك العاملين لا بد أن يهدموا بمعاول هممهم ذلك السد، وينقضوا حجارته كما يتمكن الفلاح من اقتلاع الصخرة من مكانها إن عالجها طويلا بفأسه.
وكل مصري يعلم أننا وقفنا بجريدتنا «الظاهر» موقف المخلص الأمين في محبة الوطن وخدمته، ولاقينا على حداثة عهد الجريدة متاعب ومناوآت جمة تخطيناها بثبات عجيب، ونحن لا نتحول قيد فتر عن جادتنا المستقيمة.
وكنا نرى مواضع القصور والنقص والخطأ في بلادنا وأخواننا فنرشد إليه ، مبينين أوجه الإصلاح الحقيقي الذي ينبغي أن يقوم به المصريون من تلقاء أنفسهم دون أن يلتجئوا إلى الحكومة أو ينتظروا منها يد المعونة؛ لما نعلمه من أمر الحكومة وكونها مختلطة العمال من وطنيين إلى أجانب.
ولقد كان في جملة ما أخذناه على أنفسنا من التقصير فقدان الخطابة من مصر، وقد كتبنا في هذا الموضوع مفيضين، فعبنا أنفسنا على أن يتجاوز عديدنا العشرة ملايين من الناس، ولا يقوم فينا سوى خطيب واحد يهب روحه ودمه وجسمه وماله وفكره وقلمه لمصر وأبنائها، غير حافل بما يرمى به من ضروب السخرية والهزء من قوم ما خلقهم الله إلا ليكونوا بلاء وشقاء على مصر وبنيها، ومثل هذا التقصير شيء يستخف به؛ لأن الخطابة روح لطيفة كالشعر إذا سكنت النفس أكسبتها من المزايا ما لا يستقل، والخطيب إذا برز في صناعته الفطرية أمكنه أن ينهض أمته من عثارها ويدلها إلى طرق الخير والرشاد والسعادة.
Página desconocida