104

Islamic Not Wahhabi

إسلامية لا وهابية

Editorial

دار كنوز أشبيلية للنشر ١٤٢٥ هـ

Géneros

هو وأصحابه، وأخذوا بوصيته بالتزام السنة والجماعة، والحذر من الفرقة والبدع ومحدثات الأمور، ولا يزالون على الحق والسنة، ظاهرين بحمد الله وسعوا إلى نيل أسمى المطالب وهي محبة الله تعالى ورضاه التي لا تدرك إلا بمحبة الرسول ﷺ واتباعه كما أمر الله تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾ [آل عمران: ٣١] [سورة آل عمران، آية (٣١) .] فالإمام محمد بن عبد الوهاب - وهو أحد أئمة السنة - وأتباعه وسائر أهل السنة اليوم - وقبل وبعد - إنما هم على أثر السلف الصالح، في تحقيق ما أمر الله به من الإيمان برسول الله ﷺ ومحبته وتوقيره واتباع سنته والدعوة إليها وحماية حقوقه ﷺ، وحقوق آله وصحابته وزوجاته أمهات المؤمنين والإيمان كشفاعته وحوضه.
وأنه ﷺ أفضل الخلق أجمعين، وخاتم النبيين والمرسلين.
وأن من توقيره وتعظيمه ألا يرفع إلى مقام الربوبية والألوهية ونحوها مما هو من خصائص الرب ﷿.
فالذين اتهموا الإمام وأتباعه ويسمونهم (الوهابية) بأنهم ينتقصون من حق النبي ﷺ أو يبغضونه، أو ينكرون شيئًا من فضائله أو حقوقه، ونحو ذلك من المزاعم.
إنما قالوا بهتانًا وزورًا، والناظر في حقيقة الأمر يعلم بداهة أنه ما يفتري ذلك إلا جاهل، أو مبتدع، أو مقلد على غير بصيرة، وحاسد ومغرض، أو صاحب هوى أضله هواه عن سبيل الحق، كما سيأتي بيانه في الفصل الثالث.
إن هذه المفتريات ونحوها كلها تخالف الحقيقة والواقع، والبرهان الساطع فقد أفصح الإمام محمد بن عبد الوهاب وعلماء الدعوة عن إيمانهم بسائر الحقوق المشروعة لرسوله ﷺ دون تفريط في مقامه اللائق به ﷺ ودون إفراط ولا إطراء امتثالًا لقوله ﷺ: «لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم إنما أنا عبد الله ورسوله» (١) .
قال الإمام محمد بن عبد الوهاب: «والرسل: عليهم البلاغ المبين؛ وقد بلَّغوا البلاغ المبين؛ وخاتم الرسل محمد ﷺ أنزل الله عليه كتابه مصدقًا لما بين يديه من الكتاب،

(١) البخاري رقم (٣٤٤٥)، ومسلم (١٦٩١)، وأخرجه أحمد في المسند برقم (١٥٤)، ورقم (١٦٤)، وقال المحقق: إسناده صحيح على شرط الشيخين.

1 / 118