El Islam y la civilización árabe
الإسلام والحضارة العربية
Géneros
ومن رجال صقلية أبو عرب الصقلي وابن بشرون وابن الفحام والشريف الإدريسي وابن ظفر وابن القطاع صاحب الدرة الخطيرة والمختار من شعراء الجزيرة جزيرة صقلية، أورد فيه مائة وسبعين شاعرا، والحسن بن يحيى يعرف بابن الخزاز وهو صاحب تاريخ صقلية، وللجغرافي ابن حوقل كتاب في محاسن أهل صقلية وكان زارها في سنة 362ه، ومنهم ابن سابق وعيسى بن عبد المنعم وابنه محمد، وهذا من أهل العلم بالهندسة والنجوم والحكمة، والطبيب أبو سعيد بن إبراهيم صاحب المنجح في التداوي، وابن القوني الكاتب، وأبو عبد الله الصقلي الفيلسوف، وعبد العزيز الأغلبي الكاتب، والمهري والقضاعي والصباغ ومنهم السرقوسي والمازري صاحب التآليف المشهورة والبثيري والكركنتي والشافي والطرابنشي والبلنوبي والسمنطاوي، نسبة إلى مدن في الجزيرة معروفة، هذا إلى عشرات غيرهم كان لهم الفضل على الأمة العربية بتصانيفهم وتحقيقاتهم وصناعاتهم، وما فيهم إلا العالم والأديب والحكيم والمنجم والطبيب والمهندس، وكان لهم يد على الجزيرة بإنهاضها في مادياتها ومعنوياتها.
خروج المسلمين من صقلية واستيلاء النورمانيين عليها
دان معظم أهل صقلية بالإسلام وكثر سكانها حتى قيل: إن
9
أهل واد واحد من أوديتها، وهو وادي مازر بلغ سكانه ألفي ألف ساكن، ولما أخضع النورمانيون صقلية سنة 1090م كان فيها أربعة عناصر: الروم والعرب واللنكبرديون (النورمانيون والبروتونيون) واليهود، يتكلم كل عنصر لغته ويخضع لشرائع بلاده، وحاسن الأمراء الذين تولوها من في جوارهم من الحكومات النصرانية، وكان من أمرائها بنو أبي الحسين المشهورين بالكلبيين
10
اتصلت أيام إمارتهم بها زمنا طويلا، وإليهم أشار ابن خلدون وقال: إنهم ملوكها، وكان واليها في أواخر عهد حكم العرب فيها يدعى البعباع بعث إليه صاحب مصر في بعض الروايات يطلب منه المال، وكان عاجزا عما طلب منه، فبعث إلى الفرنج ففتح لهم البلد فدخلوه وملكوا الجزيرة، ويعني بالفرنج ملك إيطاليا ولنكبردة وقلورية، وفي رواية أن الاختلاف كان بين عمال الجزيرة، وانفرد كل إنسان ببلد، فاستنصر ابن التمنة
11
المتغلب على سرقوسة وقطانية بالفرنج في مدينة مالطة، وكان ملكها روجر وهون عليه أمر المسلمين فسار الفرنج وابن التمنة إلى البلاد التي بأيدي المسلمين في سنة أربع وأربعين وأربعمائة واستولوا على مواضع كثيرة من الجزيرة، ففارقها حينئذ خلق كثير من أهلها من العلماء والصلحاء، وسار جماعة إلى المعز بن باديس في إفريقية، ولم يثبت بين أيديهما غير قصريانة وجرجنت وحصرهما الفرنج وطال الحصار عليهما حتى فتحهما روجر سنة 484ه؛ لانقطاع أمداد المسلمين ولاشتغال كل جهة بما يخصها من الفتن، وساق ابن التمنة إلى هذه الخيانة خلاف وقع بينه وبين أمير قصريانة، فدعا إلى معاونته جيرانه روبير كيسكار وروجر من أبناء تنكريت دي هوتفيل ودوكات يولية وقلورية فجاءوا وعملوا لما فيه مصلحتهم لا مصلحة من دعاهم، وكان من ذلك فتح الجزيرة.
وعقد ملوك صنهاجة، ولا سيما ابن باديس، هدنة مع ملوك النصارى في صقلية وأخذوا يتبادلون الهدايا والأعلاق وكان ذلك في سنة 529ه. وقال الإدريسي: إن روجر افتتح غربي بلاد الجزيرة في سنة 453ه وما زال يشن الغارات على الباقي حتى أكمل فتحها في ثلاثين عاما، فنشر في أهلها سيرة العدل وأقرهم على أديانهم وشرائعهم، وأمنهم في أنفسهم وأموالهم وأهليهم وذراريهم، وكانت المدينة قد بلغت أوجها
Página desconocida