El Islam y la civilización árabe
الإسلام والحضارة العربية
Géneros
11
ودور قرطبة ثلاثون ألف ذراع، وفي ضاحيتها ثلاثة آلاف قرية في كل واحدة منبر وفقيه، وكان بالربض الشرقي من قرطبة مائة وسبعون امرأة كلهن يكتبن المصاحف بالخط الكوفي، هذا في ناحية من نواحيها، فكيف بجميع جهاتها؟! وكان في مسجدها الذي بني على طراز مسجد دمشق 1418 سارية تشبه غابة ملتفة، ولما زرناه في سنة 1921م كان فيه 860 سارية.
مدن الأندلس وعمرانها العربي
ومن أهم مدن الأندلس على عهد العرب: الجزيرة الخضراء، المرية، بطليوس، برشلونة، بسطة، باجة، قادس، شنترة، شلب، قلمرية، صلمنقة، وهاتان المدينتان اليوم من مدن العلم في إسبانيا والبرتقال، ومن مدنها: جيان، غرناطة، وادي آش، وادي الحجارة، شاطبة، شريش، لشبونة، لوشة، لورقة، مجريط، مالقة، ماردة، لاردة، مرسية، رندة، رية، شنترين، إشبيلية، شذونة، طرطوشة، طركونة، طليطلة، أبدة، ولنسية، بلنسية، أرجذونة، أرجونة، فحص البلوط، الزهراء، لبلة، ألب، أخشنبة، قصر أبي دانس، يابرة، جليانة، طلبيرة، قلعة رباح، مدينة سالم، مدينة غالب، دانية، شقورة، قلعة حماد، تدمير، إستجة، قبرة، غافق، المدور، بياسة، قسطلة، المنكب، باغة، أندراس، أودربولة، جزيرة شقر، تطيلة، قرقشونة، أكشونبة، قسطيلية.
ومن المتعذر استقصاء أعمال الأندلسيين في العمران، ووصف أبنيتهم وهندستهم وإبداعهم في بناء مدينة الزهراء مثلا، وكانت على أربعة أميال وثلثي ميل من قرطبة، والزهراء من بناء الملك الناصر، وكان يقسم جباية البلاد أثلاثا؛ فثلث للجند، وثلث مدخر، وثلث ينفقه على عمارة الزهراء، وكانت جباية الأندلس يومئذ خمسة آلاف ألف دينار وأربعمائة ألف وثمانين ألف دينار، ومن الستوق
12
والمستخلص سبعمائة ألف وخمسة وستون ألف دينار، وهي من أجمل بناء الأندلس وأجله خطرا وأعظمه شأنا كما قال مؤرخو تلك الديار، وما فتئت إلى اليوم بقايا قصور طليطلة وغرناطة وإشبيلية وغيرها موضع دهشة القادمين لزيارتها من الأمم الراقية. أما صناعاتهم وجميع أدوات ترقيهم فقد أدخلت في الغرب أمورا لم يكن لأهلها عهد بمثلها، ونشروا العلوم والآداب وطبقوا العلم على الزراعة والصناعة، ولا تزال إلى اليوم السدود التي أقاموها في ولاية بلنسية شاهدة بتفوقهم، يعيش الإسبانيون بفضل هندسة العرب العجيبة بعد جلائهم عنها منذ أكثر من أربعة قرون، وبفضل هندستهم كانت المياه تجري إلى كل مكان في بسائط الجزيرة فتحمل الخصب والإمراع، وقد عم الذوق باللذائذ العقلية جميع طبقات المجتمع في الأندلس، وغدت المنافسة الشريفة على أتمها، فكانوا يكتبون على جميع المصانع اسم من أمر ببنائها واسم بانيها، والأمة تمدح المحسن بها والمحسن لبنائها، ولم يبرح الغرب إلى اليوم يدرس أصول بناء العرب، ويعجب بما نقشوه فيها من النقوش، وما عمدوا إليه من الزينة المشفوعة بالمتانة والعظمة، وقصر الحمراء وجنة العريف في غرناطة، من آخر ما خلفه العرب من ذاك المجد المؤثل، وذكر بعض علماء الفرنجة أنه كان في الأندلس على عهد الحضارة العربية أربعون مليون نسمة من أرباب الصنائع والعمل (وسكان إسبانيا اليوم نحو اثنين وعشرين مليونا وسكان البرتقال ستة ملايين).
عمل العرب في الأندلس
غير عرب إسبانيا شكل الأندلس
13
Página desconocida