Islam in Sierra Leone
الإسلام في سيراليون
Editorial
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
Número de edición
السنة السادسة-العدد الثاني-رجب ١٣٩٣هـ
Año de publicación
أغسطس ١٩٧٣م
Géneros
مرضاة الله. وكانوا في الواقع شوكة في عين الاستعمار تقض مضجعه إلى أن نالت سيراليون استقلالها ١٩٦١م ولله الحمد.
مستوى مسلمي سيراليون الثقافي: وجدت في سيراليون ثقافتان: الثقافة الإنكليزية بلغتها وعقائدها النصرانية والمتمثلة في مئات المدارس والمؤسسات التبشيرية، والثقافة الإسلامية العربية في الكتاتيب التي فتحت في أغلب المدن والقرى السيراليونية لتعليم الأحداث قصار السور على طريقة الألواح المشهورة التي تكاد تكون الطريقة الوحيدة للتعليم الإسلامي في جميع أنحاء أفريقيا، حيث يتحلق الطلاب في أوقات معينة من النهار وفي الليل حول شعلة من نار توقد في باحة دار المعلم لحفظ ما كتبه على ألواحهم وذلك لقاء عمل يقوم به الطلاب في حقل المعلم وفي قشر الأرز والاحتطاب، وجلب الماء. يبقى طالب العلم كذلك إلى أن يتم مرحلة تلاوة القرآن بالنظر وحفظ بعض من قصار السور يمنح بعدها لقب - ألفا - فإن أراد التفرغ للعلم يبدأ مرحلة تعليمية ثانية وهي مرحلة تفسير معاني القرآن وترجمتها إلى لغته مع دراسة بعض الكتب الفقهية المالكية وعند تمام هذه المرحلة الدراسية التي تستغرق أحيانا عشر سنوات يمنح لقب - فودي - باحتفال كبير يحضره أعيان القبيلة وعلماؤها حيث تلف على رأسه عمامة - فودي - ثم يرفع كرسيه على الأعناق وهو جالس عليه لِيُطاف به في البلدة. يؤهل من منح لقب فودي لأن يكون إمامًا في جماعة. لقد استطاعت طريقة الألواح أن تلعب دورًا هامًا في تاريخ الثقافة الإسلامية بسيراليون إذ أنها على أقل تقدير نشرت في الغابات سورًا من القرآن الكريم مع بعض أحكام فقهية رغم تجردها من كل المغريات المادية التي تملكها الثقافة الثانية. وللوقوف على المستوى الثقافي بين المسلمين في سيراليون يجدر بنا أن نقف على أهم العقائد المنتشرة في سيراليون. إن كثافة الأدغال واتساع الغابات المجهولة في سيراليون سببا لرجل الغابة بصورة عامة إيمانًا بقوة شيطانية خفية كامنة وراء الأشجار مما جعله يتصور
مستوى مسلمي سيراليون الثقافي: وجدت في سيراليون ثقافتان: الثقافة الإنكليزية بلغتها وعقائدها النصرانية والمتمثلة في مئات المدارس والمؤسسات التبشيرية، والثقافة الإسلامية العربية في الكتاتيب التي فتحت في أغلب المدن والقرى السيراليونية لتعليم الأحداث قصار السور على طريقة الألواح المشهورة التي تكاد تكون الطريقة الوحيدة للتعليم الإسلامي في جميع أنحاء أفريقيا، حيث يتحلق الطلاب في أوقات معينة من النهار وفي الليل حول شعلة من نار توقد في باحة دار المعلم لحفظ ما كتبه على ألواحهم وذلك لقاء عمل يقوم به الطلاب في حقل المعلم وفي قشر الأرز والاحتطاب، وجلب الماء. يبقى طالب العلم كذلك إلى أن يتم مرحلة تلاوة القرآن بالنظر وحفظ بعض من قصار السور يمنح بعدها لقب - ألفا - فإن أراد التفرغ للعلم يبدأ مرحلة تعليمية ثانية وهي مرحلة تفسير معاني القرآن وترجمتها إلى لغته مع دراسة بعض الكتب الفقهية المالكية وعند تمام هذه المرحلة الدراسية التي تستغرق أحيانا عشر سنوات يمنح لقب - فودي - باحتفال كبير يحضره أعيان القبيلة وعلماؤها حيث تلف على رأسه عمامة - فودي - ثم يرفع كرسيه على الأعناق وهو جالس عليه لِيُطاف به في البلدة. يؤهل من منح لقب فودي لأن يكون إمامًا في جماعة. لقد استطاعت طريقة الألواح أن تلعب دورًا هامًا في تاريخ الثقافة الإسلامية بسيراليون إذ أنها على أقل تقدير نشرت في الغابات سورًا من القرآن الكريم مع بعض أحكام فقهية رغم تجردها من كل المغريات المادية التي تملكها الثقافة الثانية. وللوقوف على المستوى الثقافي بين المسلمين في سيراليون يجدر بنا أن نقف على أهم العقائد المنتشرة في سيراليون. إن كثافة الأدغال واتساع الغابات المجهولة في سيراليون سببا لرجل الغابة بصورة عامة إيمانًا بقوة شيطانية خفية كامنة وراء الأشجار مما جعله يتصور
1 / 97