مقدمة:
ترجمة ابن السِّكِّيْتِ ١٨٦-٢٤٤ من مقدمة الأستاذ عبد السلام محمد هارون هو أبو يوسف يعقوب بن إسحق، عرف بابن السِّكِّيْت، و"السِّكِّيْت" لقب أبيه إسحق، وهو بكسر السين المهملة، وتشديد الكاف المسكورة، قال ابن خلكان: وعُرِفَ بذلك -يعني أباه-؛ لأنه كان كثير السكوت، طويل الصمت.
وقال ياقوت: كان أبوه من أصحاب الكسائي، عالمًا بالعربية، واللغة، والشعر، وكان يعقوب -يعني ابن السِّكِّيْتِ- يؤدب الصبيان مع أبيه في درب القنطرة بمدينة السلام، حتى احتاج إلى الكسب، فأقبل على تعلم النحو من البصريين والكوفيين، فأخذ عن أبي عمرو الشيباني، والفراء، وابن الأعرابي، والأثرم، وروى عن الأصمعي، وأبي عبيدة. وأخذ عنه أبو سعيد السكري، وأبو عكرمة الضبي، ومحمد بن الفرج المقرئ، ومحمد بن عجلان الأخباري، وميمون بن هرون الكاتب، وغيرهم، وكان عالِمًا بالقرآن، ونحو الكوفيين، ومن أعلم الناس باللغة، والشعر، رواية، ثقة، ولم يكن بعد ابن الأعرابي مثله.
وقال الخطيب في: تاريخ بغداد: صاحب كتاب: إصلاح المنطق، كان من أهل الفضل والدين، موثقًا بروايته.
وقال الحافظ ابن عساكر -فيما نقل عنه ابن خلكان: وكتبه جيدة صحيحة، منها: إصلاح المنطق، وكتاب: الألفاظ، وكتاب في: معاني الشعر، وكتاب: القلب والإبدال.
وقال الخطيب: قال أبو سهل: سمعت المبرد يقول: ما رأيت للبغداديين كتابًا أحسن من كتاب يعقوب بن السِّكِّيْت في المنطق، وكذلك نقل ابن خلكان عن المبرد.
وقال ابن خلكان أيضًا: قال بعض العلماء: ما عبر على جسر بغداد كتاب في اللغة مثل: إصلاح المنطق، ولا شك أنه من الكتب النافعة الممتعة الجامعة لكثير من
1 / 5
اللغة، ولا نعرف في حجمه مثله في بابه.
وأخبار ابن السكيت ومآثره كثيرة، وقد اختلف في تاريخ وفاته، ولم يذكروا تاريخ مولده على التحديد، قال الخطيب: بلغني أن يعقوب بن السكيت مات في رجب من سنة ثلاث، وقيل: من سنة أربع، وقيل: من سنة ست وأربعين ومائتين، وقد بلغ ثمانيًا وخمسين سنة.
وكذلك قال ابن خلكان: إنه مات في ليلة الاثنين ٥ رجب سنة ٢٤٤، وقيل سنة ٤٦، وقيل سنة ٤٣، ونحو ذلك عن ياقوت.
وقد رجحنا أنه مات في سنة ٢٤٤؛ لأن الحافظ ابن كثير ذكره في: تاريخه: في وفيات سنة ٢٤٤، وكذلك العماد في: الشذرات، وبه جزم السيوطي في: بغية الوعاة، وعلى هذا، فيكون تاريخ مولده نحو سنة ١٨٦، إذ لم يختلفوا في أنه عاش ٥٨ سنة.
مصادر ترجمة ابن السكيت:
تاريخ بغداد، للخطيب: جـ ١٤: ٢٧٣ - ٢٧٤.
ابن خلكان: جـ ٢: ٤٠٨ - ٤١١ من طبعة بولاق سنة ١٢٩٩.
معجم الأدباء، لياقوت: جـ ٧: ٣٠٠ - ٣٠٢ من طبعة مرجليوث سنة ١٩٢٥ م.
تاريخ الحافظ ابن كثير: جـ ١٠: ٣٤٦.
تاريخ ابن الأثير: جـ ٧: ٢٩ من طبعة بولاق
بغية الوعاة، للسيوطي: جـ ٤١٨ - ٤١٩.
شذرات الذهب، لابن العماد: جـ ٢: ١٠٦.
مرآة الجنان: جـ ٢: ١٤٧.
مقدمة: تهذيب الألفاظ: ٥-٩ من طبعة اليسوعيين، سنة ١٨٩٥م.
أحمد بن فارس:
وأما أحمد بن فارس، الذي قُرِئت عليه هذه النسخة التي جعلناها أصلًا لطبع الكتاب، فإنه الإمام اللغوي العالم: أحمد بن فارس بن زكريا، المتوفى سنة (٣٩٥)، ويكفي في التعريف به أنه مؤلف: مقاييس اللغة، والمجمل، وغيرهما من أصول اللغة والأدب، وأنه أستاذ لصاحب بن عباد، وبديع الزمان الهمذاني، وقد ترجمت له ترجمة
1 / 6
وافية محققة في مقدمة الجزء الأول من: مقاييس اللغة، فلم أجدْ حاجة للإطالة مرة أخرى في ترجمته في هذا الموضع، ولم يكن له في هذا الكتاب، إلا أنه قرئ عليه.
كتب ابن السكيت:
سبق في ترجمته ذكر بعض كتبه، وقد طبع منها إلى الآن أربعة كتب:
١ كتاب الأضداد، وقد نُشِرَ في مجموعة من كتب الأضداد، للأصمعي، والسجستاني، والصغاني، في بيروت سنة ١٩١٣ بعناية المستشرق أوغست هفنر، والأب أنطون صالحاني.
٢ كتاب: القلب والإبدال، نشره أوغست هفنر في بيروت، سنة ١٩٠٣.
٣ إصلاح المنطق، وهو ما ننشره اليوم كاملًا لأول مرة.
٤ كتاب الألفاظ.
وأشهرها جميعًا كتاباه الكبيران:
١ كتاب: إصلاح المنطق، وسنفرد له قولًا خاصًا.
٢ كتاب: الألفاظ، وقد طبع هذا الكتاب في المطبعة الكاثوليكية ببيروت، سنة ١٨٩٥ بعناية الأب لويس شيخو، المتوفى في ديسمبر سنة ١٩٢٧، وقد ضم إليه في حواشيه شرح التبريزي المسمى: كنز الحفاظ، ثم عمد مرة أخرى، وأفرد الصلب وحده مع بعض الزيادات، وسمى عمله هذا: مختصر تهذيب الألفاظ، وطبعه في المطبعة السالفة الذكر سنة ١٨٩٧.
وهذا الكتاب مرتب على أبواب المعاني، كباب: المعنى، والخصب، وباب الفقر والجدب، وباب الجماعة، وقد نسج على منواله من بعد: أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة المتوفى سنة ٢٧٦، فضمن كتابه: أدب الكاتب معظم الأبواب التي وضعها ابن السكيت في كتابيه: الألفاظ، وإصلاح المنطق، والعجب أنه لم يذكر له في كتابه فضله ولا سبقه، مع وضوح أخذه من هذين الكتابين.
ثم جاء من بعده عبد الرحمن بن عيسى الهمذاني، المتوفى سنة ٣٢٠، فألف كتابه المعروف بـ الألفاظ الكتابية، على أبواب المعاني، واقتفى أثرهم أبو منصور عبد الملك بن محمد الثعالبي، المتوفى سنة ٤٣٠، فألف كتابه: فقه اللغة، وبلغ اللغويون الغاية في هذا الفن، بما ألفه ابن سيده الأندلسي، المتوفى سنة ٤٥٨ من كتابه
1 / 7
المخصص، الذي جمع فيه، وأوعى.
إصلاح المنطق:
يعسر على كثير من الأدباء الذين لم يروا هذا الكتاب أن يفهموا موضوعه حق الفهم، فيحسبونه كما يتبادر إلى فهمهم أنه في علم المنطق، وتصحيح أشكاله، ومقاييسه، ولقد ذهب من قبل مؤرخ للآداب العربية في كتابه إلى أن ابن السكيت قد ألف في علم المنطق، وعلمت بأخرى أن أحد الأساتذة المشتغلين بالفلسفة راقه عنوان هذا الكتاب، فبادر بانتزاعه من أحد أصحاب المكتبات، وعاد به جذلان، حتى إذا كان ببعض الطريق، يقلب الطرف في صفحاته، ابتسم، ثم غلبه الضحك مما أخلفه الظن!.
وهذا الكتاب قد أراد ابن الكسيت به أن يعالج داءًا كان قد استشرى في لغة العرب، والمستعربة، وهو داء اللحن، والخطأ في الكلام، فعمد إلى أن يؤلف كتابه، ويضمنه أبوابًا يمكن بها ضبط جمهرة من لغة العرب، وذلك بذكر الألفاظ المتفقة في الوزن الواحد مع اختلاف المعنى، أو المختلفة فيه مع اتفاق المعنى، وما فيه لغتان أو أكثر، وما يعلُّ ويصحح، وما يهمز، وما لا يهمز، وما يشدد، وما تغلط فيه العامة.
وقد عرف هذا الكتاب قديمًا، وعني به كبار اللغويين.
وقال صاحب: كشف الظنون: وهو من الكتب المعتبرة المصنفة في الأدب، ولذلك تلاعب الأدباء به بأنواع من التصرفات، فشرحه أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد المريسي، المتوفى في حدود ٤٦٠، وزاد ألفاظًا في الغريب، وأبو منصور محمد بن أحمد الأزهري الهروي، المتوفى سنة ٣٧٠، وشرح أبياته أبو محمد يوسف بن الحسن السيرافي النحوي المتوفى سنة ٣٨٥، ورتبه الشيخ أبو البقاء عبد الله بن الحسين العكبري، المتوفى سنة ٦١٦، على الحروف، وهذبه أبو علي الحسن بن المظفر النيسابوري اللغوي الضرير، المتوفى سنة ٥٠٢، وسماه: التهذيب، وعلى تهذيب الخط رد لأبي محمد عبد الله بن أحمد المعروف بابن الخشاب، المتوفى سنة ٥٦٧: وعلى الأصل رد لأبي نعيم على بن حمز البصري النحوي، المتوفى سنة ٣٧٥، ولخصه أيضًا أبو المكارم علي بن محمد بن هبة الله النحوي، المتوفى سنة ٥٦١، وناصر الدين عبد السيد بن علي المطرزي، المتوفى سنة ٦١٠، وعون الدين يحيى بن محمد بن هبيرة الوزير، المتوفى سنة ٥٦٠.
1 / 8
هذا كتاب إصلاح المنطق: ألفه أبو يوسف يعقوب بن إسحق السِّكِّيْت.
باب: فَعْلٍ، وفِعْلٍ، باختلاف المعنى
قال أبو محمد القاسم بن محمد١: سمعت أبا يوسف يعقوب بن إسحق يقول: الحَمْلُ: ما كان في بطن أو على رأس شجرة، وجمعه أَحْمَال، والحِمْلُ: ما حُمِل على ظهرٍ أو رأسٍ، قال الفراء: ويقال: امرأةٌ حاملٌ وحاملة، إذا كان في بطنها ولد، وأنشد الأصمعيُّ:
تمخَّضَتِ المنُونُ له بيومٍ ... أَنَى ولكلِّ حاملةٍ تِمَامُ ٢
فمن قال: حامِلٌ، قال: هذا نعتٌ لا يكون إلا للمؤنَّث، ومن قال: حاملةٌ بني على حَملْتُ، فإذا حملت شيئًا على ظهرٍ أو رأسٍ، فهي حاملةٌ لا غير؛ لأن هذا قد يكون للمذكر.
والوَقْرُ: الثِّقَلُ في الأُذن، من قول الله ﵎: ﴿وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ﴾ [فُصِّلت: الآية ٥]، ويقال منه: قد وُقِرَتْ أُذنُه فهي موقورة، ويقال: اللهم قِرْ أُذُنَه، ويقال
_________
١ هو أبو محمد القاسم بن محمد بن بشار الأنباري، كان محدثًا أخباريًا عارفًا بالأدب والغريب، ثقة صاحب عربية، أخذ عن سلمة بن عاصم، وأبي عكرمة الضبي، وقد روى عنه ابنه أبو بكر محمد بن القاسم: شرح المفضليات: توفي أبو محمد سنة: ٣٠٤.
٢ البيت لعمرو بن حسان، من أبيات ذكر فيها الملوك من المناذرة والأكسارة على طريق الاعتبار، عن التبريزي.
1 / 11
أيضًا: قد وَقِرَت أُذنُه تَوْقَرُ وَقْرًا١. والوِقْرُ: الثِّقل يُحمَل على رأسٍ أو على ظهرٍ، من قوله ﵎: ﴿فَالْحَامِلاتِ وِقْرًا﴾ [الذاريات: الآية ٢]، ويقال: جاء يحمل وِقْرَهُ، قال الفراء: ويقال: هذه امرأةٌ مُوقَرَة، ومُوقِرَةٌ، إذا حملت حملًا ثقيلًا، وهذه نخلة مُوقِر وموقِرَةٌ، ومُوقَرَةٌ، وقد وَقَرَ الرجلُ من الوَقار فهو وَقورٌ، والرَّقُّ: ما يَكتب فيه، والرق من المِلك، ويقال: عبدٌ مرقوقٌ.
والغَمرُ: الماء الكثير، ويقال: رجلٌ غمرُ الخُلُق، وهو غَمْرُ الرِّداء، إذا كان واسع المعروف سخيًا، قال كُثَيِّر:
غَمْرُ الرِّداء إذا تبسَّم ضاحكًا ... غَلِقَت لِضَحْكته رقابُ المال
وفَرَسٌ غَمْرٌ، إذا كان شديد الجَرْي، والغِمْرُ: الحِقْدُ، يقال: قد غَمِرَ عَلَيَّ صَدْرُه، والغُمْر: الذي لم تُحَنِّكه التَّجارب، والغُمَر: القَدَحُ الصَّغير، قال الشاعر، أعشى باهلة:
تكفيه حُزَّةُ فِلْذٍ إنْ أَلمَّ بهامن ... الشِّواء ويُروِي شُرْبَهُ الغُمَرُ
والشَّقُّ: الصَّدْع في عُود أو حائطٍ أو زجاجة، والشِّق، نصف الشيء، والشِّقُّ أيضًا: المشَقَّة، قال الله ﵎: ﴿إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ﴾ [النَّحل: الآية ٧] .
والمَسْكُ: الجِلْدُ، والمَسْكُ: سِوَارٌ من أسورة الأَعراب، من جُلُودِ، والمِسْكُ من الطِّيب.
والدَّبْرُ: النَّحْلُ، وجَمْعُه دُبُورٌ، قال لبيد:
وأَرْي دُبُورٍ شارَهُ النَّحْلُ عاسِلُ٢
والدِّبْرُ: المال الكثير، يقال: مالٌ دِبْرٌ، ومالان دِبْرٌ، وأموال دِبْرٌ، ويقال: مال دَثْرٌ بالثاء، والبَيْنُ: الفِراق، والبِينُ: القطعةُ من الأرض قَدْرُ مَدِّ البَصَرِ، قال ابن مُقْبِل:
_________
١ في: اللسان: قال الجوهري: قياس مصدره التحريك، إلا أنه جاء بالتسكين.
٢ صدره كما في: اللسان: دبر: بأشهب من أبكار مزن سحابة
1 / 12
بِسَروِ حِمْيَرَ أَبْوالُ البغالِ به ... أَنَّى تَسَدَّيتِ وَهْنًا ذلك البِينا
وقوله: تَسَدَّيتِ: علوتِ، والشَّعْب: القبيلة العظيمة، والشَّعْبُ أيضًا: مصدر شَعبت الشيءَ شَعْبًا، إذا لاءَمتَه١ وجمعت بينه، وإذا فرَّقَته أيضًا، والشَّعْبُ: الطريق في الجبل، والحَبْلُ: حَبْلُ العاتِق، والحَبْل أيضًا من الرمل: رملٌ يستطيلُ، والحَبْل أيضًا: واحد الحبال، والحَبْل أيضًا: الوِصَال، والحِبْل بالكسر: الدَّاهية، وجَمعها حُبُول، قال كُثَيِّر:
فلا تعجَلي يا عَزَّ أَن تتفهَّمي ... بِنُصْحٍ أَتَى الواشُونَ أم بحُبُول
والطَّلْقُ: مَصْدَر طُلقت، المرأَةُ تُطلَقُ طَلْقًا، وهو وجَع الولادة، ويقال: رجلٌ طَلْقُ الوجه وطليق الوجه، ويقال: ليلة طَلْقٌ وطَلْقَةٌ؛ إذا لم يكن فيها حرٌّ ولا قَرٌّ، وكانت ساكنة طيبة، ويقال: يومٌ طلقٌ، والطِّلق بالكسر: الحلال: يقال: هو لك طِلْقًا، أي حلالًا، والأَزْلُ: الضِّيقُ والحَبْس، يقال: قد أَزَلوا مالهم يأْزِلُونَه أزْلًا، إذا حبسوه عن المرعَى من خوف، قال أبو يوسف: وحكى أبو عمرو، وابن الأعرابي: الإِزْل الكذب، والأَزْل القِدَمُ، قال: وأنشد ابن الأعرابي، لابن دارة٢:
يقولون إزْلٌ حُبُّ ليلى ووُدُّها ... وقد كَذَبوا ما في مودَّتها إِزْلُ
فيا ليلُ إِنَّ الغِسْلَ ما دمتِ أَيِّمًا ... عليَّ حرامٌ لا يَمَسُّنِيَ الغِسْلُ
والخَلُّ: الطريق في الرَّمل، والخَلُّ: خَلُّكَ الشيءَ بالخِلال، والخَلُّ: الذي يُصطَبَغ به، والخِلُّ: الخليل، والخَلُّ من الرجال: المختلُّ الجسم، والغَرْسُ: غسرْك الشجرة، والغِرْس: واحد الأَغْراس، وهي الجلدة الرَّقيقة تخرج على الولد إذا خَرج من بطن أُمِّه، وأنشد:
يتركن في كل مُناخٍ أَبْسٍ ... كلَّ جَنِينٍ مُشْعَرٍ في الغِرْس٣
يريد: عليه شعرٌ نابتٌ، والقَبْضُ: مصدر قَبَضْتُ، وهو أَخْذُكَ الشيءَ بأَطراف أصابعك، والقَبْصَةُ: دون القَبْضَة، والقِبْصُ: العدد الكثير، والفَرْقُ: مَصْدَرُ فَرَقْتُ الشعر، والفِرْقُ: القَطِيعُ العظيم من الغنم، قال الراعي:
_________
١ يقال لأم بين الشيئين، ولاءم بينهما أي جمع ووافق.
٢ هو، عبد الرحمن بن دارة كما في: اللسان: غسل.
٣ الرجز، لمنظور بن مرثد الأسدي.
1 / 13
ولكنَّما أَجْدَى وأَمْتَعَ جَدُّهُ ... بِفِرْقٍ يُخَشِّيهِ بِهَجْهجَ ناعِقُة
يُخَشِّيه: يزجُرُه ويخوفه، والذَّبح: مصدر ذبحت، قال الأصمعي: والذَّبحُ أيضًا: الشَّقُّ، وأنشد:
كأَنَّ بين فَكِّها والفَّكُّ ... فارَةَ مِسْكٍ ذُبحَت في سُكّ١
أي شُقَّتْ وَفُتِقَت، والذَّبْح: ما ذُبِحَ، قال الله ﷿: ﴿وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴾ [الصَّافات: الآية ١٠٧]، يعني كبشَ إبراهيم ﷺ، والرَّبْع: دار القوم ومنزلهم، والرِّبْع: الحُمَّى، من قولهم يُحَمُّ الرِّبْعَ، قال الهذلي٢:
من المُرْبَعينَ ومن آزِلٍ ... إذا جَنَّهُ الليْلُ كالنَّاحِط
نَحَط، إذا زفر ها هنا من شدَّة الحُمَّى، والرَّعْيُ: مصدر رَعَيْت، والرِّعْيُ: الكلا، مقصور، والطَّحْن: مصدر طحنت، والطِّحْن: الدقيق نفسه، والرِّيْع: الزيادة، يقال: طعامٌ كثير الرَّيْع، والرَّيْع: المرتفع من الأرض، من قوله تعالى: ﴿أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ﴾ [الشعراء: الآية ١٢٨]، قال عمارة٣: الرِّيْع هو الجَبل، والرَّيْع: مصدر رَاعَ عليه القيءُ يَرِيع رَيْعًا، إذا رجع، والطَّبْع: مصدر طَبَعْتُ الدِّرهم طَبْعًا، والطِّبْعُ: النهْر، وجمعه أَطْبَاع وطُبُوعٌ، قال لبيد:
فتَولَّوا فاتِرًا مَشْيُهُمُ ... كرَوايا الطِّبْع هَمَّتْ بالوَحَلْ
وطَبْعُ الرَّجُل وطِباعه: سَجِيَّتَه، والعَذْقُ: النَّخلة، والعذْق أيضًا: مصدر عَذَقْتُ الشاةَ، إذا ربطتَ في صُوفها صوفة تخالف لونَها أو خرقة، والعَذْق أيضًا: مصدر عذقت الرجل بِشَرّ، إذا وسَمْتَه به، والعِذْق: الكِباسةُ، والفَرْكُ: مصدر فَرَكْتُ الحَبَّ والثَّوْبَ وغيره أَفْرُكُ فَرْكًا، والفِرْكُ: البُغْضُ، قال رؤبة بن العجَّاج:
ولم يُضِعْهَا بين فِرْكٍ وَعَشَقْ
والطَّرْقُ: طَرْقُ الفَحْلِ، وهو ضِرَابه، والطَّرْق: ضَرْبُ الصُّوف بالقضيب، والطَّرْقُ أيضًا، الماء الذي قد خاضته الدوابُّ، وبالتْ فيه وبَعَرَتْ، قال زُهَيْر:
_________
١ لمنظور بن مرثد الأسدي.
٢ هو أسامة الهذلي.
٣ هو عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير بن عطية بن الخطفي من شعراء الدولة العباسية، وكان النحويون البصريون يأخذون عنه اللغة: الأغاني.
1 / 14
لَا طرْقًا وَلَا رَنَقًا*
والطَّرْقُ أيضًا: الضَّرْبُ بالحصى، وهو ضرب من التَّكَهُنِ، والطِّرْقُ، بالكسر، الشَّحْمُ، ويقال أيضًا: فلانٌ وقيذٌ ما به طِرْقٌ، يريدون القُوَّة. والقَطْعُ: مصدر قطعت الشيء قَطْعًا، والقِطْعُ: الطَّائفة من الليل، من قول الله تعالى: ﴿فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ﴾ [هود: الآية ٨١]، والقِطْعُ: الطِّنْفَسَةُ تكون تحت الرَّحل على كتفي البعير، والجمع قُطُوْعٌ، قال الشاعر:
أتتك العير تنفخ في بُرَاها ... تكشَّفُ عن مَنَاكِبِهَا القُطُوعُ
والقِطْعُ أيضًا: نصلٌ قصيرٌ صغير، وجمعه أقطاع. والأَجْلُ: مصدر أَجَلَ عليهم شرا يَأْجِلُهُ أَجْلًا: إذا جناه عليهم، وجرَّه، قال الشاعر:
وأهلِ خِبَاءٍ صالحٍ ذاتُ بينِهِم ... قد احتربُوا في عاجلٍ أنا آجِلُهُ
أي أنا جانيه. والإِجْلُ، بالكسر: القطيع من البقر، وجمعه آجال، قال الفراء: والإِجْلُ وَجَعٌ في العنق، حكاه عن أبي الجرَّاح (١)، أنه قال: "بِي إِجْلٌ فَأَجِّلُونِي"، أي داووني منه، ومثله الإِدْلُ. والقَسْمُ: مصدر قَسَمْتُ، والقِسْمُ: الحظُّ والنَّصيب، يقال: هذا قِسْمُكَ، وهذا قِسْمِي. والسَّقْيُ: مصدر سَقَيْتُ، والسِّقْيُ: الحظُّ والنَّصيبُ، يقال: كم سِقْيُ أرضِك، أي كم حظُّها من الشُّرب، والشِّربُ: مصدر، يقال: شربتُ أشْرَبُ شَرْبًا وشُرْبًا، والشَّرْبُ أيضًا: القومُ الذين يشربون، والشَّرْبُ: جمع الشَّارِب، والشِّرْبُ بالكسر: الماءُ بعينه، وهو الحظُّ والنَّصيب. والسَّبْتُ: الحَلْقُ، يقال: سَبَتَ رأْسَهُ يَسْبِتُه سَبْتًا، والسَّبْتُ أيضًا: السَّيْرُ السَّرِيعُ. قال الشاعر:
ومَطْويَّةُ الأقرابِ أَمَّا نهارُهَا ... فَسَبْتٌ وأَمَّا لَيْلُهَا فَذَمِيْلُ
والسَّبْتُ: بُرْهَةٌ من الدَّهْرِ. قال لَبِيد:
وغَنِيت سبْتًا قبل مجرى داحِسٍ ... لو كانَ للنَّفس اللَّجُوجِ خُلُودُ
والسَّبْتُ: من الأيَّام، والسِّبْتُ: جلودُ البقر المدبوغة بالقَرْظِ. والسَّبْرُ: مصدر سَبَرْتُ الجُرْحَ أسْبُرُهُ سَبْرًا، ويقال: إنَّه لحسن السِّبْرِ، إذا كَانَ حسن السَّحناء، والسَّحْنَةُ: الهَيْئَةُ، والجَمْعُ أَسْبَار، وجاء في الحديث: "يخرج من النَّار رجل قد ذَهَبَ
_________
١ هو: أبو الجراح العقيلي، أحد فصحاء الأعراب الذين أخذت عنهم اللغة، ويروي ابن النديم أنه كان حكمًا من الحكام اللغويين.
1 / 15
حِبْرُهُ وسِبْرُهُ"، أي هيئته. والسَّمْعُ: سَمْعُ الإنسان وغَيره. ويقال: ذهب سِمْعُه في الناس وصِيْتُه، أي ذِكْرُه. والسِّمع أيضًا: وَلَد الذئب من الضَّبع. والغَيْلُ: أن تُرضِع المرأةُ ولدَها وهيَ حاملٌ. وقالت أم تأبَّطَ شرًا تُؤَبِّنُه بعد موته: والله ما حملته وضعًا، ولا وضعتُه يتنًا، ولا أرضعتُه غيلًا، ولا أبتُّه مئِقًا، ويقال: تئِقًا، تريد باكيًا، قولها: والله ما حملته وضعًا، تعني آخر الطهر، ولا وضعته يتنًا، أي لم يخرج رجلاه قبل رأسه، والغَيْلُ أيضًا: السَّاعِدُ الرَّيَّانُ الممتَلئُ، وأنشد الأصمعيُّ:
لَكَاعبٌ سائلةٌ في العِطْفَيْنْ ... بيضاءُ ذاتُ ساعدَينِ غَيْلَيْنْ
والغَيْلُ أَيْضًا: الماء الذي يجري على وجه الأرض، والغِيْلُ: الشَّجر المُلْتَفُّ، والغِيْلُ: الأَجَمَةُ. والقَيْلُ: المَلِكُ من مُلُوْكِ حِمْيَر، وجمعه أقيال وأقوال، فمن قال: أقيال بناه على لفظ: قَيْلٍ، ومن قال: أقوال جمعه على الأصل، وأصله من ذوات الواو، وكان أصله قَيِّلًا فَخُفِّفَ، مثل سيِّد من ساد يَسُودُ، عن أبي محمد، والقَيْلُ أيضًا: شُرْب نصف النهار، وهي القائِلة، ويقال: كثُر القِيلُ والقَالُ في الناس، وهما اسمان لا مصدران.
والغَسْلُ: مصدر غَسَلتُ الشيء غَسلًا، والغِسْل: ما غُسل به الرأس من خِطْمِيٍّ أو غيره. واللَّبْسُ: اختلاط الأمر، يقال: في أمره لَبْسٌ. ويقال: كُشِفَ عن الهودَجِ لِبْسُه، ولِبْسُ الكعبةِ: ما عليها من اللِّبَاسِ. قال حُمَيد بن ثَور:
فلمَّا كشفْنَ اللِّبس عنه مَسحنَه ... بأطرافِ طفل زَانَ غَيلًا مُوَشمًَّا
والجَزْعُ: الخَرز اليماني، والجِزعُ: جزعُ الوادِي، وهوَ مُنْعطَفه، قال الأصمعيُّ: هو مُنحناه، وقال أبو عُبَيدة: وهو إذَا قطعتَه إلى الجانب الآخر، وقال ابن الأعرَابِي: ما انثنَى منْه. والشِّفُّ: السِّترُ الرَّقِيقُ. والشَّفُّ: مصدر شفَّنِيَ الأمر يُشِفُّني شَفًّا، إذا حَزَنَنِي، والشِّفُّ: الرِّبْحُ، والشِّف: الفَضلُ، يقال: لهذا على هذا شِفٌّ، أي فضل، والشِّفُّ أيضًا: النُّقْصَان. والعلق: العيب الذي يكون في الثوب وغيره، والعِلْقُ: الشيء النَّفيسُ، والقَرْنُ: قَرْنُ الشاة والبقرة ونحوهما. والقَرْنُ أيضًا: الخُصْلَةُ من الشَّعْرِ، والقَرْنُ أيضًا: الجُبَيْلُ المنفرد، والقَرْن من الناس، ويقال: فلان على قَرْن فلان، إذا كان على سِنِّه، والقَرْن: شبيه بالعَفَلَة، والقِرْن: الذي يقاومُكَ في قتالٍ أو بطشٍ أو في عِلْمٍ، والحَلْقُ: الواحدُ من الحُلُوقُ، والحَلْقُ: مصدر حلقْتُ الشيءَ
1 / 16
حَلْقًا، والحِلْقُ: المالُ الكثير، والحِلْق أيضًا: خاتم المُلك، قال المُخَبَّل السعدي:
وأُعطيَ منَّا الحِلْق أبْيَضُ مَاْجِدٍ ... رَدِيْفُ مُلوكٍ ما تُغِبُّ نَوَافِلُه
والهمُّ: من الحُزْنِ، والهَمُّ: مصدر هَمَّ الشحمَ يهُمُّه، إذا أذَابَه، قال، وأنشدني ابن الأعرابي:
يُهَمُّ فيه القوم هَمَّ الشَّحم
والهَمُّ: مصدر همَمْتُ بالشيء هَمًّا، والهمُّ: الشيخ الكبير الفاني، والهَدْمُ: مصدر هَدَمْتُ الشيء هدْمًا: والهدْمُ: الثوبُ الخلق المرقع، والأَمر: من الأُمور، والأَمْر: مصدر أَمرت أمرًا، والإِمْر: الشيء العجيب، قال الله جل ثناؤه: ﴿لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا﴾ [الكهف: الآية ٧١]، والخَطْرُ: مصدر خَطَرَ البَعِير بذنبه يخطِر خَطرًا وَخَطَرَانًا، والخِطْر: مائتان من الإبل والغنم، والخِطْر: الذي يختضبُ به، والذَّمْرُ: مصدر ذمرت الرجل فأنا أَذْمُرُه ذَمْرًا، إذا حضضته على القتال، والذِّمرُ: الرجل الشجاع، وجمعه أَذْمار، والخَيْرُ: ضد الشر، والخِيْرُ: الكرم، يقال: فلانٌ ذو خِير، أي ذو كرم، والبَرْكُ: الصدر، عن أبي عمرو، والبَرْكُ أيضًا: الإبل الكثيرة الباركة، وَبِرْكُ: اسم موضع، والخَلْفُ: الاسْتقاء، عن أبي عمرو، وأنشد للحطيئَة:
لزُغْبٍ كأولاد القطا راثَ خَلفُهَا ... على عاجزات النهض حُمْرٍ حواصلُه
والمُخْلِفُ: المستقِي، والخَلْفُ: الرديُّ من القول، ويقال في مثل: سكت أَلْفًا، ونطق خَلْفًا"، للرجل يطيل الصمت، فإذا تكلم، تكلم بالخطإ، ويقال: هذا خَلْفُ سوء، وهؤلاء خَلْفُ سوء، قال الله جل وعز: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ﴾ [الأعراف: الآية ١٦٩]، قال لبيد:
ذهب الذين يُعاش في أكنافهم ... وبقيتُ في خَلْفٍ كجلد الأجربِ
ويقال: هذه فأس ذات خَلْفَيْنِ، إذا كان لها رأسان، قال: وحدثني ابن الأعرابي، قال: كان أعرابيٌّ مع قوم فحَبَقَ حَبْقَةً فتشوَّر، فأشار بإبهامه نحو استه، فقال: إنها خَلْفٌ نطقت خَلْفًا"، والمستخلِف: الذي يحمل الماء من بُعُدٍ إلى أهله، والخِلْفُ: بالكسر: واحد الأخْلَافِ، وهي أطراف جلد الضرعِ، والجَلْفُ: مصدر جَلَفْتُ أَجْلِفُ جَلفًا إذا قشرت، ويقال: جلفت الطين عن رأس الدَّنِّ، إذا قشرته، والجِلْفُ: الأعرابي الجافي، والجِلْفُ: بدنُ الشاة بلا رأس، ولا قوائم، والحَلْفُ: مصدر حَلَفْتُ
1 / 17
أحلِفُ حَلْفًا. والحِلْفُ: العهد يكون بين القوم. والسَّرْبُ: المال الراعي، يقال: أغير على سَرْبِ القوم، والسَّرْبُ أيضًا: الطريق والوجه، ويقال للمرأة عند الطلاق: اذهبي فلا أنده سَرْبَك" أي لا أرد إبلك، والسِّرْبُ: القطيع من ظباءٍ أو بقرٍ أو خيل أو نساء، ويقال: فلان آمن في سِرْبُه، أي في نفسه، ويقال: فلان طبٌّ بكذا وكذا، أي عالم به، وفحل طِبٌّ، إذا كان حاذقًا بالضراب، والطِبُّ: السحر، يقال: رجل مَطْبُوبٌ، أي مسحور، ويقال: ما ذاك بطبِّي، أي بدهري، والرَّجْلُ: الرَّجَّالَة، والرِّجْلُ: رجل الإنسان وغيره، ويقال: كان ذاك على رِجْلِ فلان، أي في حياته ودهره، والرِّجْلُ: القطعة من الجراد. والقَصْلُ: مصدر قَصَلْتُ، أي قطعت. يقال: سيف مِقْصَلٌ وقَصَّالٌ، أي قطَّاع، ومنه سُمي القَصِيْلُ قَصِيْلًا ١، والقِصْلُ: الفَسْلُ من الرجال، الأحمق الردي. والخَطْبُ: الأمر، يقال: ما خَطْبُك؟ أي ما أمرك، والخِطْبُ: الذي يخطب المرأة، ويقال هو خِطْبها وهي خِطْبه، وخِطْبته للتي تُخْطَب. والسَّبُّ: مصدر سببته. والسِّبُّ: الخِمار. والسِّبُّ: الذي يُسابك. وأنشد:
لا تسبَّنَّني، فلستَ بسبِّي ... إن سبِّي من الرجال الكريمُ
قال: وأنشدنا أبو عمرو للأخطل:
بني أسد لستم بسبي، فتُشْتَمُوا ... ولكنما سبي سليمٌ، وعامرُ
والطعن في السُّبَّةِ: سَبٌّ. والنَّكْسُ: مصدر نَكَسْتُ الشيء نَكْسًا. والنَّكْسُ: الرجل الذي لا خير فيه، وأصله في السهم. والخَرْقُ: الفلاة الواسعة، والخَرْقُ: الذي يكون في الثوب وغيره، والخِرْقُ: السخي الكريم يتخرَّق في السخاء، وإنما سموا الفلاة خَرْقًا لانخراقِ الريح فيها. قال أبو دُوَاد الإيادي:
وخَرْقٍ سبسبٍ يجري ... عليه مورُهُ سهب
والجَرْمُ: القَطْعُ، يقال: جَرْمُهُ يجرِمُه إذا قطعه، والجِرْمُ: الجسد. والجِرْمُ: اللون، عن ابن الأعرابي ثلاثتها، والأصمعي، وأبو عبيدة يقولان: الجِرْمُ إنما هو البدن لا غير، والجِرْمُ: الصوت، وحكى أبو عمرو: جِلَّةٌ جَرِيْمٌ، أي عظام الأجرام، أي الأجساد. والسَّيْفُ: الذي يُضرب به. والسِّيْفُ: شاطئ البحر.
_________
١ القصيل: ما اقتصل من الزرع أخضر.
1 / 18
والخَيْفُ: ما انحدر عن الجبل، وارتفع عن المسيل، وبه سمي مسجد الخَيْفِ، والخَيْفُ أيضًا: جلد الضرع، والخِيْفُ: جمع خِيْفَةٍ. قال صخر الغيِّ:
فلا تقعدن على زَخَّةٍ ... وتضمر في القلب وجدًا وخِيْفًا
الزَّخَّةُ: الغيظُ، والحقدُ. والضَّيْفُ: واحد الأضياف، والضِّيْفُ: شاطئ النهر والوادي، وضِيْفَا النهر وضَفَّتَاه: جانباه. والقَرْفُ: مصدر قَرَفْتُ الشيء، والقرحة أقرِفُها قَرْفًا، إذا نكأتها، وقرفت الرجل بالذنب قرفًا، والقَرْفُ أيضًا: شيءٌ من جلود يُعمل فيه الخلعُ، والخَلْعُ: أن يؤخذ لحم الجزور، فيطبخ بشحمها، ثم يجعل فيه توابل، ثم يفرغ في هذا الجلد، والخَلْعُ: الذي يسمى بالفارسية أفسرد، وهو القريس، قال مُعقر بن حمار البارقي:
وذبيانيَّةٍ أوصت بنيها ... بأن كذب القراطف والقُرُوفُ
أي عليكم بالقطف والقروف، فاغتنموها، والقِرْفُ: قِرْفُ الشجرة، وقِرْفُ الرمانة، وهو قشرها.
والرَّبْعُ: منزل القوم، والرَّبْعُ: مصدر رَبَعْتُ القوم إذا أخذت ربع أموالهم، وإذا كنت لهم رَابعًا.
والرَّبْعُ: مصدر رَبَعْت الوتر، إذا جعلته على أربع قوى، والرِّبْعُ من أظماء الإبل: أن ترد الماءَ يومًا، وتدعه يومين، ثم ترد اليوم الرابع.
والخَمْسُ: مصدر خَمَسْتُ القوم أخمُسُهم خَمْسًا، إذا أخذت خُمس أموالهم، وإذا كنت لهم خامسًا، وكذلك إلى العشرة، والخِمْسُ من الأظماءِ، وكذلك السِّدْسُ والسِّبْعُ والتِّسْعُ والعِشْرُ.
فأما السَّدْسُ: فهو مصدر سَدَسْتُ القوم، أسدُسُهم سُدْسًا، إذا أخذت سُدْسَ أموالهم، أو كنت لهم سادسًا، وكذلك سَبَعْتُهُم إذا كنت لهم سابعًا، أو أخذت سُبْعَ أموالهم.
والسَّبْعُ: مصدر سَبَعْت القوم أسبَعُهُم سَبْعًا إذا تنقصتُهم، أي طعن عليهم، يقال: سَبَعْتُه إذا طعنت عليه، والنَّقْسُ: مصدر نَقَسْتُ الرجل أنقُسُه نقْسًا، وهو أن تلقبه وتعيبه، والنِّقْسُ: من المداد، وجمعه أَنْقَاس، والفَلْذُ: مصدر فَلَذَ له من العطاء فَلْذًا.
1 / 19
إذا أعطاه دُفعة من المال، والفِلْذُ: كبد البعير، والنَّبْرُ: مصدر نَبَرْت الحرف نَبْرًا، إذا هزمته، والنِّبْرُ، دُوبية أصغر من القراد، يلسع، فيحبط موضع لسعته، أي يرمُّ، والجمع أَنْبَار، قال الراجز (١)، وذكر إبلًا سمنت، وحملت الشحوم:
كأنها من بُدُنٍ وإيقار ... دبَّت عليها ذربات الأنبار
يقول: كأنها لسعتها الأنبار، فورِمَت جلودها، وحبطت، والنِّبْرُ: الطعام المجموع، وبه سمي الأنبار، والخَيْمُ: جمع خيمة، وهي أعواد تنصب في القيظ، ويجعل لها عوارض، وتظلل بالشجر، فتكون أبرد من الأخبية، ويقال: إنه لكريم الخِيْم، أي الطبيعة، والقَتْلُ: مصدر قتلت، والقِتْلُ: العدوُّ، وجمعه أَقْتَال، قال ابن قيس الرقيات:
واغترابي عن عامر بن لؤيٍّ ... في بلاد كثيرة الأَقْتَال
والشَّيْمُ: النظر إلى البرق؛ يقال: شام البرق، يشِيْمُه شَيْمًا، قال الأعشى:
فقلت للقوم في درنا، وقد ثملوا ... شِيْمُوا، وكيف يَشِيْمُ الشارب الثمل
والشَّيْمُ أيضًا: مصدر شمتُ السيف شَيْمًا، إذا أغمدته، وشِمْتُه إذا سللته، وهذا من الأضداد، قال الراجز:
والمشرفيَّات ولا تَشِيْمُها ... لا تنكل الدهر، ولا تَخِيْمُهَا
وقال الفرزدق:
إذا هي شِيْمَت، فالقوائم تحتها ... وإن لم تُشَمْ يومًا عَلَتْهَا القوائمُ
والشِّيْمُ: جمع أَشْيَمُ، وهو الذي به شَامَة؛ يقال: رجل أشيمُ، وقومٌ شِيَمٌ، والغَيْمُ والغَيْنُ: واحد، وهو السحاب، والغِيْنُ: جمع شجرة غَيْنَاء، وهي الكثيرة الورق، الملتفة الأغصان، والعَيْسُ: ماء الفحل، يقال: قد عَاسَها يَعِيْسُها عَيْسًا، والعِيْسُ: جمع أَعْيَس وعَيْسَاء، وهي الإبل البيض، يخلط بياضها شيءٌ من الشقرة، والحَجْرُ: مصدر حَجَرْتُ عليه حَجْرًا، والحَجْرُ: حَجْرُ الإنسان، وقد يقال بكسر الحاء، وحِجْرٌ: قصبة اليمامة، والحِجْرُ: العقل، قال الله ﷿: ﴿هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ﴾ [الفجر: الآية ٥]، والحِجْرُ: الحرام، قال الله ﷿: ﴿وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا﴾
_________
(١) هو شبيب بن البرصاء، كما في: اللسان.
1 / 20
[الفرقان: الآية ٢٢]، أي حرامًا محرَّمًا، والحِجْرُ: الفَرَسُ الأُنْثَى، والحِجْرُ: حِجْرُ الكعبة، والحِجْر: ديار ثمود، قال الله جل ثناؤه: ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ﴾ [الصافات: الآية ١٧١]،
والنَّقْضُ: مصدر نَقَضْتُ الحبل والعهد، وكذلك البناء، أنقضه نَقْضًا، والنِّقْضُ: البعير المهزول، وجمعه أنقاض، والنِّقْضُ: الموضع الذي ينتقض عن الكمأة، والنَّضْوُ: مصدر نَضَوت عني ثيابي، إذا ألقيتها عنك، أنضوها نَضْوًا، وقد نَضَا الفرس الخيل ينضوها نَضْوًا، إذا تقدمها، وانسلخ منها، والنِّضْوُ: البعير، المهزول، والجمعة أنضاء، والنَّكْث: مصدر نكث العهد ينكثه نكثًا، والنِّكْث: أن تنقض أخلاق الأخبية والأكسية الخلقة، فتغزل ثانية، والكَنَفُ: مصدر كَنَفْت الرجل أكنفه كَنَفًا، إذا حِطْته، وقد كَنِفْتُ الإبل أكنفها كَنْفًا، إذا عملت لها كنيفًا، وهو الحظيرة من شجر تُجعل حول الإبل؛ لتقيها البرد والريح، والكِنْفُ: شبيه بالزنفيلجة، والزنفيلجة١ تكون فيها أداة الراعي، واللَّسْنُ: مصدر لَسَنْت الرجل ألسُنُه لَسْنًا، إذا أخذته بلسانك، قال طرفة:
وإذا تلْسُنُني ألسنها ... إنني لست بموهون فقر
قال أبو يوسف: وحكى أبو عمرو: لكل قوم لِسْنٌ، أي لغة يتكلمون بها،
ويقال: بعير رَسْلٌ، وناقة رسلة: إذا كانا سهليْ السير، وشعر رَسْلٌ، إذا كان مسترسلًا، والرِّسْلُ: اللَّبَن، ويقال: افعل كذا وكذا على رسلك، جميعًا مكسوران، أي اتئد فيه، والحَجْلُ: مصدر حَجَلَ يحجُلُ حجلًا، والحِجْلُ: الخَلْخَالُ، والحِجْلُ: القيد، من قول عدي بن زيد:
أعاذلُ قد لاقيتُ ما يزعُ الفتى ... وطابقت في الحِجْلَين مشي المقيدِ
والكَسْرُ: مصدر كسرت الشيء كَسرًا، والكِسْرُ: جانب البيت، ويقال: له كَسرٌ، لغتان، ويقال للعظم نفسِه: كِسْرٌ، وأنشد الباهلي:
وفي كفها كِسْرٌ أبحُّ رذومُ
أبحُّ: كثير المخ، والفَرْغُ: واحد الفُرُوغِ، وهو موضوع خروج الماء من بين
_________
١ معربة من الفارسية: زين بيله، كما في: اللسان.
1 / 21
العراقي، وما بين كل عَرْقُوَتَيْن فَرغ، ويقال: ذهب دمِه فِرْغًا، أي هدرًا باطلًا، وقال الشاعر:
فإن تكُ أذوادٌ أُخِذنَ ونِسوةٌ ... فلَن تذهبُوا فِرْغًا بقتلِ حِبَالِ
ويروى: أذوادٌ أصبْنَ ونسوةٌ، وحِبال: اسم رجل، والسَّحْر: الرئة، يقال للجبان: قد انتفخ سَحْرُه، والسِّحر: الذي يُسْحَر به، والفَلْقُ: مصدر فَلَقْتُ أفلِق فَلْقًا، ويقال: سمعت ذاك من فَلْق فيه، والفِلْقُ: الداهية، قال سويد بن كُراع العُكليُّ:
إذا عرضت داويَّة مدلهمَّة ... وغرَّد حاديها، فَرَين بها فِلْقا
أي عملن بها داهية، من شدة سيرهن، والفِلْقُ: القضيب يُشقُّ، فيعمل منه قوسان، ويقال لكل واحد: فِلْقٌ. والصَّدْقُ: الصُّلب، يقال: رمح صَدْقٌ، أي صلب؛ ويقال: هو صدْقُ النظر، ومنه قيل: صَدَقُوهم القتال، والصِّدْقُ: ضد الكذب. والطَّرْفُ: طَرْف الإنسان، وهو أن يطرف بعينه، والطِّرْفُ: الفرس الكريم.
والسَّيْبُ: العطاء، والسِّيْبُ: مجرى الماء، وجمعه سُيُوب، ويقال: قد سَابَ يسيب سيبًا، إذا جرى. والعَدُّ: مصدر عَدَدْتُ، والعِدُّ: الماء الذي له مادَّة، والقَدُّ: جلد السخلة الماعزة، يقال في مثل: ما تجعل قَدَّك إلى أديمك، والقَدُّ أيضًا: مصدر قَدَدْتُ السير أقُدُّه قَدًّا، والقد: الذي يخصف به النعال، والمَلْءُ: مصدر ملأ الإناء أملؤه ملئًا، والمِلْءُ: الاسم: وهو ما يأخذه الإناء الممتلئ، يقال: أعطني مِلْءَ القدحِ، وأعطني مِلْئَيْه، وأعطني ثلاثة أَمْلَائه، والأَلُّ: جمع أَلَّةٍ، وهي الحربة، والأَلُّ: مصدر أَلَّهَ يؤله ألًا، إذا طعنه بالأَلَّةِ، قال الأصمعي: قيل لأمرأة من الأعراب قد أهترت: إن فلانا أرسل يخطبك، فقالت: هل يُعجلني أن أحلَّ، ما له أُلَّ وغُلَّ! دعت عليه، والأَلُّ: مصدر أَلَّ يَؤُلُّ أَلًّا، إذا أسرع، وألَّ المشيَ يَؤُلُّهُ أَلًّا، إذا أسرع، وأنشد:
وإذا يؤلُّ المشي أَلًّا أَلًّا
وقال الراجز ١:
مهر أبي الحبحاب لا تشلِّي ... بارك فيك الله من ذي أَلِّ
وهو فرس مِئَلٌّ، أي سريع، والإِلُّ: العهد والذمة، والمَشْقُ: مصدر مَشَقَ يَمْشُقُ
_________
١ في: اللسان: قال أبو الخضر اليربوعي يمدح عبد الملك بن مروان
1 / 22
مَشْقًا، وهو سرعة الكتابة، وسرعة الطعن، قال ذو الرمة:
فكرَّ يمشُقُ طعنًا في جواشنها ... كأنه الأجرُ في الإقبال يحتسب
والمِشْقُ، بالكسر: المغرَّة، والوَثْرُ: كثرة ضراب الفحل الناقة، يقال وَثَرَهَا يثرُها وثرًا، والوِثْرُ: الشيء الوثير، يقال: تحته من الثياب وِثْرٌ يا هذا، والضَّرُّ: ضد النفع، يقال: ضرَّه يضره ضرًا، وضاره يضيرُه ضيرًا، والضَّرُّ: تزوج المرأة على ضَرَّةٍ؛ ويقال: نُكحت فلانة على ضَرٍّ، أي على امرأة كانت قبلها، والصَّرُّ: مصدر صَرَّ الناقة يصرُها صرًا، وكذلك صَرَّ الصرة، والصِّرُّ: الريح الباردة، والسَّرُّ: مصدر سَرَّ الزند يسرُّهُ سَرًا، إذا كان أجوف، فجعل في جوفه عودًا؛ ليقدح به، يقال: سُرَّ زندك فإنه أَسَرُّ" بمعنى أجوف، وحكى لنا أبو عمرو: قناة سَرَّاءُ، إذا كانت جوفاء، والسِّرُّ: النكاح، قال الله جل وعز: ﴿وَلَكِنْ لا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا﴾ [البقرة: الآية ٢٣٥]، وقال رؤبة بن العجاج:
فَعَفَّ عن أسرارها بعد العسق
والعسق: اللزوم: قال الأعشى:
ولا تقربن جارة إن سرها ... عليك حرام فانكحن، أو تأبدا
وقال امرؤ القيس:
وأن لا يُحسن السر أمثالي
والسِّرُّ: واحد الأسرار، وهي خطوط الكف، قال:
فانظر إلى كفر وأسرارها ... هل أنت إن أوعدتني ضائري ١
ويقال: فلان في سِر قومه، إذا كان في أفضلهم، وسِرُّ الودي: أفضل موضع فيه، وهي السُّرَارة أيضًا، والسِّرُّ، من الأسرار التي تُكتم، والبَشْرُ: مصدر بَشَرْت الأديم أبشره بَشْرًا، ويقال: بَشَرْتُ فلانًا أبشُرُه بشرًا، إذا بشَّرتهُ، ويقال: إن فلانًا لحسن البِشْر، والبَلُّ: مصدر بَلَلْت الشيء أبُلُه بلًا، والبِلُّ: المباح، قال العباس بن عبد المطلب في زمزم: لا أُحلها لمغتسل، وهي لشارب حلٌّ وبِلٌّ، قال الأصمعي: كنت أرى أن بِلًّا [إتباع لحل، حتى زعم المعتمر بن سليمان أن بِلًّا] لغة حمير مباح،
_________
١ البيت للأعشى في ديوانه.
1 / 23
والعَفْوُ: مصدر عفوت عن ذنبه، أعفو عفوًا، والعِفْو: ولد الحمار، والطَّلْحُ: شجر عظيم له شوك، وهو من العضاه يا هذا، والطِّلْحُ: المعيي، قال الحطيئة، وذلك إبلًا وراعيها:
إذا نام طِلْحٌ أشعثُ الرأس خلفها ... هداه لها أنفاسها، وزفيرها
أي: قد بطنت، فهي تزفر، فيسمع أصوات أجوافها، فيجيء إليها، والهَضْمُ: مصدر هضمه يهضِمُه هَضْمًا، إذا ظلمه، ويقال: هَضَمَ له من حقه، إذا كسر له منه، والهِضْمُ: المطمئن من الأرض، وجمعه أهضام، وهضوم، والأهضام: البخور، والهَيْفُ والهُوْفُ: ريح حارَّة تأتي من قبل اليمن، والهِيْفُ: جمع أهيف وهيفاء، وهو الضامر البطن، والجَدُّ: القطعُ، والجَدُّ: أبو الأب، وأبو الأم، والجَدُّ: العظمة، من قوله تعالى: ﴿جَدُّ رَبّنَا﴾ [الجن: الآية ٣] أي عظمة ربنا، والجَدُّ: الحظُّ والبخت، ومنه قوله: "لا ينفع ذا الجَدِّ منك الجَدُّ"، أي من كان له حظ في الدنيا لم ينفعه ذلك عندك في الآخرة، والجِدُّ، بكسر الجيم: الانكماش في الأمر، يقال: جَددْت في الأمر فأنا أَجِدُّ فيه جِدًّا، وأجد جدًا أيضًا، والطَّفْلُ: البنان الرخص؛ يقال: جارية طفلة، إذا كانت رخصة، والطِّفْلُ والطِّفْلَة: الصغيران، والبَكْرُ: الفتى من الإبل، وجمعه أبكار، والبِكْرُ: الجارية التي لم تُفتضَّ، وجمعها أَبْكَار، والبِكْرُ أيضًا: الناقة التي حملت بطنًا واحدًا، وبِكْرها ولدها، وناقة ثني: إذا ولدت بطنين، وثِنيها ولدها، وثِلثها ولدها الثالث، ولا يقال: ناقة ثِلْثٌ، ولكن يقال: قد ولدت ثِلْثَهَا، والحَدْجُ: مصدر حَدَجْت البعير أحدجه حدجًا، إذا شددت عليه أداته، ويقال: حَدَجَهُ ببصره إذا رماه به، يحْدِجه حَدْجًا، قال العجاج:
إذا اثبجرا من سواد، حَدَجَا
وحَدَجَه بسهم، إذا رماه به، ويقال: حَدَجَهُ بذنبِ غيره، إذا حمله عليه، والحِدْجُ: مركب من مراكب النساء، والأَفْكُ: مصدر أَفَكَهُ عن الشيء يأفِكُه أفكًا، إذا صرفه عنه وقلبه، قال عروة بن أذينة:
إن تكُ عن أحسن المروة مَأْفُوكًا ... ففي آخرين قد أُفِكُوا
وزعم الأصمعي عن بعض الأعراب، قال: إذا كثرت المؤتفكات زَكَت الأرض، يعني الرياح، وإذا اختلفت، كأنها تقلب الأرض، والإِفْكُ: الكذب، والأثر: فِرِنْد السيف، قال الأصمعي: أنشدني عيسى بن عمر الثقفي:
1 / 24
جلاها الصيقلون ف أخلصوها ... خفاقًا كلها يتقي بأثر
أي كلها يتقي بفرنده، يقال: اتقاه بحقه يتقيه، وتقاه يتقيه، قال الشاعر١:
زيادتنا نُعمانُ لا تنسينها ... تَقِ الله فينا، والكتاب الذي تتلو
وقال خداش:
تَقُوه أيها الفتيان إني ... رأيت الله قد غلب الجدود
وقال الآخر:
ولا أَتْقِي الغيور إذا رآني ... ومثلي لُزَّ بالحَمِسِ الربيس
وقال أوس بن حجر:
تَقَاك بكعب واحدٍ وتَلذُّه ... يداك إذا ما هز بالكفِّ يَغسلُ
أي يضطرب، والإِثْرُ: خلاصة السمن، ويقال: خرجت في إِثْره وفي أَثَرِهِ، وبَيْدَ: في معنى غير، يقال: فلان كثير المال بَيْدَ أنه بخيل، أي غير أنه بخيل، وأنشد الأصمعي:
عمدًا فعلتُ ذاك بَيْدَ أني ... إخال إن هلكت أن تُرِنِّي
والبِيْدُ: جمع بيداء، وهي الفلاة، والصَّرْمُ: القَطع، يقال: صَرَمْتُ الشيء صَرْمًا، إذا قطعته، وصَرمت الرجل أصرمه صَرْمًا، إذا قطعت كلامه، والصُّرْمُ: الاسم، والصِّرْمُ: أبيات من الناس مجتمعة، وجمعه أصرام، والصِّرْمَة: القطعة من الإبل، والفَلُّ: الثَّلْمُ يكون في السيف، وجمعه: فلول، قال النابغة:
بهن فُلُولٌ من قراع الكتائب
والفَلُّ أيضًا: المنهزمون، وأصله من الكسر، قال الراجز:
عجيزٌ عارضها مُنْفَلُّ ... طعامها اللهنة أو أقلُّ
اللهنة: الشيء اليسير، أي قد انكسر عارضها، والعارض: الناب والضرس الذي يليه، واللهنة: ما يتعلل به قبل الغداء، والفِلُّ: الأرض التي لم يصبها مطر، وجمعها أفلال، وقد أَفَْلَلْنا، إذا وطئنا أرضًا فِلًّا، قال الشاعر:
_________
١ هو عبد الله بن همام السلولي.
1 / 25
شهدت فلم أكذب بأن محمدًا ... رسول الذي فوق السموات من عل
وأن التي بالجزع من بطن نخلة ... ومن دونها فِلٌّ من الخير معزل
وأن أبا يحيى ويحيى كلاهما ... له عملٌ في دينه مُتقبل
وقال الآخر:
حرَّقها حمض بلاد فِلِّ ... وغتمُ نَجمٍ غيرُ مستقلِّ
فما تكاد نيبها تولِّي
الغتم: شدة الحر الذي يأخذ بالنفس، ويقال: أتيته من علُ، بلا واو مضمومة اللام، قال الشاعر:
في كِناسٍ ظاهر يسترها ... من علُ الشَّفَّانِ هُدَّاب الفَنَن
وأتيته من عَلُو بضم اللام وإسكان الواو. قال أوس بن حجر:
فملَّك بالليط الذي تحت قشرها ... كَغِرْقِيءِ بيض كنَّهُ القيضُ من عَلُو
ملَّك، أي ليَّن، يقال: ملكت العجين: لينته، ويقال: من عَلِي، بالياء ساكنة مكسورة ما قبلها، قال امرؤ القيس:
مكرٌّ مفرٌّ مقبلٌ مدبرٌ معًا ... كجلمود صخر حطه السيل من عَلِي
بالياء ساكنة، ويقال: أتيته من عَلْوُ ساكنة اللام مضمومة الواو، ومن عَلْوَ بسكون اللام وفتحة الواو، ومن عَلْوِ بسكون اللام وكسر الواو، قال أعشى باهلة:
إني أتتني لسان لا أسر بها ... من عَلْوُ لا عجبٌ فيها، ولا سخر
ويروي: من عَلْوَ ومن عَلْوِ. ويقال: أتيته من عَالِ، قال الراجز:
يُنجيه من مثل حمام الأغلال ... وقع يد عجلى ورجل شملال
ظمأى النسا من تحت ريَّا من عال
أراد: ينجي هذا الفرس من خيل مثل حمام ترد غللًا من الماء، وهو الماءُ يجري في أصول الشجر، ويقال: أتيته من مُعَالٍ، قال ذو الرمة:
فرَّج عنه حَلَقَ الأغلالِ ... جري العُلَى وجرية الحبالِ
ونغضانُ الرحل من مُعَالِ
1 / 26