قالوا: مرَّ هِشام (١) بن عبد الملك بسويد بن قيس الفهرى، وهو والي البَلْقاء (٢)، وعلى هشام مقطّعات له يسحبُها، وهشام حديثُ السِّنّ. يريد بعض المغازى، فقال له سويد: "يا أبا الوليد، أبها رأيت (٣) أمير المؤمنين عبد الملك؟ قال: أدركْتُه وأنا حديث [٢٥/ ٢] السّن. قال. أما إنَّك لو رأيْتَه، لرأيْتَ أَحْوَزيًّا (٤) مُشَمِّرًا، بعيد المَشابِه والشّمائل منك غير جَرّار لثيابه.
فقال له هشام: إنّي كما أردْتُ تقصير ثيابي، ذكرتُ قول الشاعر لأبيك:
قصيرُ الثّياب فاحِشٌ عند بابه ... لشر قريش فى قريش مركّبا
وحديث يرويه سفيان عن عمرو بن دينار عن عطاء عن صفوان بن يعلى عن أبيه، قال: "كنْتُ مع النَّبي ﷺ الجِعْرانة (٥)،