Ishtiqaq
كتاب معرفة اشتقاق أسماء نطق بها القرآن وجاءت بها السنن والأخبار وتأويل ألفاظ مستعملة
Géneros
أبى الله إلا عدله ووفاءه فلا النكر معروف ولا العرف ضائع (¬1) فإذا قلت معروف فضده المنكر ، وإذا قلت عرف فضده النكر ، وإذا قلت معرفة فضده النكرة ، ويقال : نكر ونكر ، قال الله تعالى : [يدع الداع إلى شيء نكر] (¬1) معناه منكر ، ويقال : أنكرت الشيء ونكرته ، قال الله تعالى : [ فلما / رأى 52 أأيديهم لا تصل إليه نكرهم ] (¬2) ويقال : أنكرت الشيء فهو منكر ونكير ، ويقال : عرفت الشيء معرفة وعرفانا ، والعرف المعروف ، والعرف بفتح العين الريح الطيب ، قال الله تعالى : [عرفها لهم] (¬3) أي طيبها لهم ، والعارف الصابر ، وعروف صبور ، وفي المثل : النفس عروف ما حملتها احتملت ، فكأن المعرفة أخذت من الطيب والصبر ، لأن الذي يميز الشيء ويعرفه ، يطيب له التمييز ، فيختار الخير ويستطيبه ، ويقبله ، ويصبر عليه ، ومن الناس من يجعل الإنكار ضد الإقرار ، وهو خطأ ؛ لأن الإقرار ضد الجحد ، يقال : أقر فلان بحقي ، وجحدني حقي ، كما يقال : اعترف به وأنكره ، والفرق بين الإنكار والجحود أن الإنكار يكون للشيء يشتبه عليه ، فلا يعرف حقه من باطله ، يقال : أنكر إذا دفعه لاشتباهه عليه ، وقلة توجهه إليه ، ومعرفته به ، والجحود يكون دفع الشيء على بصيرة وعلم عنادا ، قال الله تعالى : [وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا] (¬4) فجعل الجاحد على معرفة ويقين 0 الأدب والمأدبة : الأدب مأخوذ من المأدبة ، والمأدبة طعام يتخذ فيدعى / إليه الناس ، روي عن عبد الله بن مسعود (¬1) أنه قال : كل مؤدب يحب أن52 ب يؤتى أدبه ، وإن أدب الله القرآن ، وسئل ثعلب (¬2) عن المأدبة ، فقال مأدبة ، ومأدبة ، من ذلك قول ابن مسعود : هذا القرآن مأدبة الله (¬1) ، أي أدب الله ، والمأدبة ما دعي إليه من طعام ، هكذا قال ثعلب ، فكأن الله جعل القرآن أدبا للناس يتأدبون به ، وسماه مأدبة ، لأنه دعا الناس إليه ، فهي دعوته التي دعا الناس إليها ، يقال : أدب فلان الناس يأدبهم إذا دعاهم إلى الطعام ، وجمعهم عليه ، والداعي إليه آدب ، قال طرفة : " من الرمل "
نحن في المشتاة ندعو الجفلى لا ترى الآدب فينا ينتقر (¬2)
والأدب اسم من أدب يأدب أدبا ، كما تقول:جلب يجلب جلبا ، والجلب الاسم ، والمأدبة الدعوة ، والأدب معناه الدعاء ، والآدب الداعي ، وآدبه معناه دعاه ، ويقال : أدب فلان ولده وأدبه المؤدب ، معناه أعاد القول عليه بالدعاء إلى الرياضة 00000000000000000000000000000000000000000000000 (¬3)
Página 133