Ishtiqaq
كتاب معرفة اشتقاق أسماء نطق بها القرآن وجاءت بها السنن والأخبار وتأويل ألفاظ مستعملة
Géneros
العربي والعجمي : العربي منسوب / إلى العرب ، وإن لم يكن بدويا ، 121 ب والأعرابي من سكن البادية ، وإن لم يكن من العرب ، وكان عبدا أو مولى ، والعجمي المنسوب إلى العجم بالنسب ، وإن كان فصيحا عربي اللسان ، والأعجمي الذي هو أعجمي اللسان الذي لا يفصح ، وإن كان عربي النسب ، وإن سكن البادية ، يقال : رجل أعجم إذا كان في لسانه عجمة ، ورجل عجمي ، وليس في اللسان ، والدواب كلها عجم ؛ لأنها لا تتكلم ، وجاء في الحديث : العجماء جبار ، ويقال : تعرب الأعجمي إذا تكلم بلسان العرب ، ودخل في جملتهم ، كما يقال : تنزر إذا دخل في جملة نزار ، وتقيس إذا دخل في جملة قيس ، والعرب المتعربة يقال لهم ولد إسماعيل بن إبراهيم ، لأن إسماعيل عليه السلام أخذ اللسان عن يعرب ابن قحطان ، فقيل : تكلم بالعربية ، معناه بلسان معرب ، وكان حقه أن يقال باليعربية ، إلا أنهم أسقطوا الياء لأنها من نفس الكلمة ، ويقال لليمن العرب العاربة ؛ لأن اللسان كان لهم ، والمعرب هو المبين ، يقال : أعرب إذا بدا ما / في ضميره بأي لسان كان ، قال النبي عليه السلام : الثيب يعرب عنها122 ألسانها ، ولإعراب في الكلام الإفصاح والإبانة 0 اللحن : اللحن الخطأ في الكلام ، يقال : فلان يلحن في الكلام ، إذا لم يعربه ، فرفع ما سبيله أن ينصب ، فهذا يقال له اللحن ، وإنما قيل لذلك لحن لأنه كلام يلتبس ، فلا يكون مميزا ، بل معدولا عن جهته ، وأصل اللحن الرمز ، يقال : لحن له لحنا إذا رمز بكلام يخفيه عن غيره ، وقال الله تعالى : [ ولتعرفنهم في لحن القول ] (¬1) أي في قصده ، فسمي اللحن في العرب بذلك ؛ لأنه ملبس ، وليس بمعرب ، ويقال لنوع من القراءة لحن ، ويقال هو يقرئ بالألحان ، وهو بين القراءة والنشيد ، يضجع ويمد الصوت ، ويحس حتى كأنه رمز ، وقل ما يفطن لذلك النشيد ، وذلك القراءة ، فسمي ذلك لحنا ؛ لأنه يخفيه إخفاء لشدة تصحيفه إياه وتنغيمه ، ومد الصوت به ، ويقال : إن كلام الملائكة يشبه الألحان ، ويقال : رجل لحن إذا كان فطنا ، ومنه الحديث : لعل أحدكم أن يكون ألحن بحجته من بعض ، أي أقوم به وأحسنه أداء ، والإعراب أيضا يسمى لحنا ؛ لأنه يبين عن اللحن والخطأ ، ويدل على موضع / اللحن ، وإنما قيل للفطن لحن ؛ لأنه يفطن لما يلتبس122ب على غيره 0
Página 253