Ishtiqaq
كتاب معرفة اشتقاق أسماء نطق بها القرآن وجاءت بها السنن والأخبار وتأويل ألفاظ مستعملة
Géneros
فقيل لها صلاة العصر ؛ لأنها تصلى في آخر النهار ، ويقال للغداة والعشي : العصران ، وفي الحديث عن فضالة الزهري (¬4) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( حافظ على العصرين ) (¬1) ، قال فضالة : ولم يكن ذلك من العشاء ، فقلت : يا رسول الله وما العصران؟ قال : صلاة قبل طلوع الشمس ، وصلاة قبل غروبها ، وإنما قيل لها عصران ، سميت بأعرف الاسمين ، كما قالوا العمران ، والصلاة الوسطى هي العصر ، وقال آخرون : الظهر ، وهو زيد بن ثابت (¬2) ، وقيل : الفجر ، وقيل : المغرب 0 والهاجرة وقت الزوال ، ومن بعده الإبراد ، ثم بعد ذلك الأصيل ، ثم بعد ذلك العصر ، إلى أن تطفل الشمس ، ثم الطفول ، والطفول إذا طفلت الشمس للمغيب ، والجنوح إذا جنحت الشمس للمغيب ، وقال أبو عبيدة (¬1) في قوله : [بالغدو والآصال] (¬2) / واحدها أصل ، والأصل جمع الآصال ، وهو ما بين العصر إلى 98ب المغرب ، وقال أبو قلابة (¬3) ، وسعيد بن جبير : سميت العصر لكي تعصر ، ذهبا في ذلك إلى تأخيره ، والعصر في وجه آخر الدهر ، يقال : في عصر كذا ، وكان ذلك في ألأعصار الخالية ، قال امرؤ القيس : " من الطويل "
وهل يعمن من كان في العصر الخالي (¬4)
ويقال : عصرت الشيء : حبسته ومنعته ، ويقال : العصر أيضا المنجاة ، في قوله : [وفيه يعصرون] (¬5) أي ينجون ، ويقال للصلاة بعد غروب الشمس صلاة المغرب ، لأنها تقام عند غروب الشمس ، ويقال لها أيضا صلاة عشاء الأولى ، والتي بعدها العشاء الآخرة ، والعشاء بكسر العين ممدودة ، وهو اسم للوقت ، والعشاء بالمد والفتح اسم للطعام الذي يؤكل في ذلك الوقت ، وقيل للذي لا يبصر بالليل أعشى ، وللمرأة عشواء ، وفي عينه عشوة أي ظلمة ، ويقال : أوطأه عشوة ، والعامة تقول : أعطاه عشوة ، وهو خطأ ، إنما هو / أوطأه إذا 99أ حمله على أمر مظلم ملبس عليه ، ثم ينكشف له من بعد عن خلاف ما قدره ، ورأى في عواقبه ما يكره بمنزلة الأعشى الذي يطأ كل ما مر به ، فربما وطئ الهوام فلسعته ، والشوكة فشاكته ، قال زهير : " الطويل "
Página 212