مقدّمات التّحقيق
بسم الله الرّحمن الرّحيم
١ - بين يدي الكتاب
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، به أبتدىء وعليه أتوكل. . .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة مقر بربوبيته، ومعترف بألوهيته، وناف لأن يكون له شريك في ذاته، أو صفاته، أو أفعاله. . .
وأشهد أن محمدا ﷺ عبده ورسوله، وصفيه وخليله، بعثه الله بالدين القويم، والمنهج المستقيم، ليكون للعالمين رحمة وإماما وحجة، وفرض عليهم طاعته واتباعه ومحبته، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمره، أو ابتعد عن نهجه.
بمتابعته ﷺ يكون الفلاح والنصر، وتحصل السعادة والطمأنينة، وبمخالفته ﷺ يكون الشقاء والذل، ويعيش الإنسان حياة التعاسة والهمل. . .
فصلى الله عليه وعلى آله وأزواجه وأصحابه وسلم تسليما كثيرا كثيرا، ما ذكره الذاكرون، وغفل عن ذكره الغافلون، وبعد:
فأخلق بسيرة المصطفى ﷺ وأنعم بها أن تكون كتابا يقرؤه القارئون، ويتذاكره المتذاكرون؛ كيف لا، وهو ﷺ القدوة الكاملة، والأسوة الحسنة لكل من كان يرجو الله واليوم الآخر، وذكر الله كثيرا. بل كيف نقتدي به، ونتأسى بشخصيته ﷺ إذا لم نطلع على سيرته، ونتعرف على فضائله وشمائله، ونتدارس صفاته وأخلاقه.
1 / 5