La Diseminación de los Signos del Final de los Tiempos

Ibn Cabd Rasul Barzanji d. 1103 AH
51

La Diseminación de los Signos del Final de los Tiempos

الإشاعة لأشراط الساعة

Editorial

دار المنهاج للنشر والتوزيع

Número de edición

الثالثة

Año de publicación

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Ubicación del editor

جدة - المملكة العربية السعودية

Géneros

ليس فيه ذراع، على رأس عضده مثل حلمة الثدي، عليه شَعراتٌ بيض". وعن أبي سعيد ﵁: تَمرقُ مَارقةٌ عند فُرقةٍ من المسلمين، فيقتلها أولى الطائفتين بالحق. أقول: وفي هذا دليلٌ على أن أصحاب معاوية ﵁ ما خرجوا عن الإسلام، بل لم يفسقوا؛ لأنهم مجتهدون، وأنهم مخطئون في اجتهادهم، وأنَّ أمير المؤمنين عليًا ﵁ وأصحابه كانوا أولى بالحق؛ لأنه الذي قَتلهم، وقد صرح به في رواية ابن عمرو: "يقتلهم علي بن أبي طالب". والأحاديث في الخوارج كثيرةٌ لا تكاد تنحصر. وسبب وقعتهم بالاختصار: أنهم لما حَكّمُوا الحكمين، قالت القراء: كفر عليّ، وكفر معاوية. فاعتزلوا أمير المؤمنين، ونزلوا بحروراء بضعة عشر ألفًا، فأرسل إليهم ابن عباس ﵄ يناشدهم الله: ارجعوا إلى خليفتكم، فبم نقضتم عليه: أفي قِسمةٍ أو قضاء؟ قالوا: نخاف أن ندخل في الفتنة. قال: فلا تعجلوا ضلالة العام مخافة فتنة عام قابل. فرجع بعضهم إلى الطاعة، وقال بعضهم: نكون على ناحيتنا، فإن قَبِلَ القضية -يعني: التحكيم- قاتلناه على ما قاتلنا عليه أهل الشام بصِفِّين، وإن نقضها؛ قاتلنا معه. فساروا حتى قطعوا النهر، وافترقت منهم فرقةٌ يقتلون الناس، فقال أصحابهم: ما على هذا فارقنا عليًا. فلما بلغ عليًا ﵁ صنيعهم، وكان متجهزًا إلى الشام قام فقال: أتسيرون إلى عدوكم، أو ترجعون إلى هؤلاء الذين خلفوكم في دياركم؟ فقالوا: بل نرجع إليهم. فقال: ابسطوا عليهم، فوالله لا يُقتل منكم عشرة، ولا ينجو منهم عشرة. فكان كذلك، فقال: اطلبوا رجلًا صفته كذا وكذا. فطلبوه فلم يجدوه، ثم طلبوه فوجدوه على النعت الذي ذكره رسول الله ﷺ، فقال رجلٌ: الحمد لله الذي أبادهم، وأراحنا منهم. فقال عليّ ﵁: كلا، والذي نفسي بيده إنَّ منهم لمن في أصلاب الرجال

1 / 56