La Diseminación de los Signos del Final de los Tiempos

Ibn Cabd Rasul Barzanji d. 1103 AH
29

La Diseminación de los Signos del Final de los Tiempos

الإشاعة لأشراط الساعة

Editorial

دار المنهاج للنشر والتوزيع

Número de edición

الثالثة

Año de publicación

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Ubicación del editor

جدة - المملكة العربية السعودية

Géneros

فجاء إلى عمر ﵁ يشتكي إليه شدة الخراج، فقال له عمر ﵁: ماذا تُحْسِن من العمل؟ فذكر له أعمالًا كثيرة، فقال له عمر ﵁: ما خراجك بكثير في كَفّةِ عملك. فانصرف ساخطًا يتذمر. وفي رواية قال: وما تعمل؟ قال: الأرحاء. وسكت عن سائر أعماله، قال: في كم تعمل الرَّحَى؟ فأخبره، قال: وبكم تبيعها؟ فأخبره، فقال: لقد كلفك يسيرًا، انطلق فأعط مولاك ما سألك. فلما وَلّى قال عمر ﵁: ألا تجعل لنا رحى؟ . وفي رواية: قال له: ألم أُحَدثْ أنك تقول: لو أشاء لصَنعتُ رحى تطحن بالريح؟ ! فالتفت العبد ساخطًا على عمر ﵁، ومع عمر رهط، فقال: لأصنعنَّ لك رحى يَتحدّث الناس بها، فلما وَلّى العبد، أقبل عمر ﵁ على الرهط الذي معه، فقال: أوعدني العبد آنفًا. وفي رواية: قال: بلى؛ أجعل لك رَحى يَتحدّث بها أهل الأمصار. ففزع عمر ﵁ من كلمته، وعليٌّ كرّم الله وجهه معه، فقال: ما تراه أراد؟ قال: أوعدك يا أمير المؤمنين. قال عمر ﵁: يكفينا الله، قد عَلمتُ أنه يريد بكلمته غدرًا. فخرج عمر ﵁ إلى الحج، فلما صدر اضطجع بالمُحصَّب، وجعل رداءه تحت رأسه، فنظر إلى القمر فأعجبه استواؤه وحسنه، فقال: "اللهم؛ إنَّ رعيتي قد كثرت وانتشرت، فاقبضني إليك غير عاجزٍ ولا مضيع". فصدر إلى المدينة. ورأى عمر ﵁ في المنام أنَّ ديكًا أحمر نقره نقرتين أو ثلاثًا بين السُرّة والثُّنَّةِ، فقالت أسماء بنت عُميس أم عبد الله بن جعفر: قولوا له فَليُوص؛ فإنه يقتله رجلٌ من الأعاجم. وكانت تَعبُر الرؤيا. وروى أبو يعلى، وابن حبان، والحاكم، والبيهقي عن أبي رافع قالوا: كان أبو لؤلؤة عبدًا للمُغيرة بن شعبة، وكان يَصنعُ الرحى، وكان المغيرة يستغله كل يوم أربعة دراهم، فلقي أبو لؤلؤة عمر ﵁ فقال: يا أمير المؤمنين: إِنَّ المغيرة قد

1 / 34