155

La Diseminación de los Signos del Final de los Tiempos

الإشاعة لأشراط الساعة

Editorial

دار المنهاج للنشر والتوزيع

Número de edición

الثالثة

Año de publicación

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Ubicación del editor

جدة - المملكة العربية السعودية

Géneros

قال: قلت: وما شَببُ المشيخة؟
قال -أَحسبهُ ذهب من كتابي "أنَّ الحمرة" (١)؛ هذا الحرف وحده-: "أنَّ الحُمرة خضاب الإسلام، والصفرة خضاب الإيمان، والسواد خضاب الشيطان".
قال سلمان: بأبي أنت وأمي؛ وإنَّ هذا لكائن؟ !
قال: "إي والذي نفسي بيده، عندها يُوضع الدِّين وتُرفع الدنيا، ويُشيد البناء وتعطل الحدود، ويميتون سُنتي، فعندها يا سلمان لا ترى إلَّا ذامًّا، ولا ينصرهم الله".
قال: بأبي أنت وأمي، وهم يومئذ مسلمون كيف لا ينصرون؟ !
قال: "يا سلمان؛ إنَّ نصرة الله: الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وأرى قومًا يذمون الله تعالى، ومذمتهم إياه أن يشكوه، وذلك عند تقارب الأسواق".
قال: وما تقارب الأسواق؟
قال: "عند كسادها؛ كُلٌّ يقول: ما أبيع، ولا أشتري، ولا أربح. ولا رازق إلَّا الله تعالى".
قال سلمان: بأبي أنت وأمي، وإنَّ هذا لكائن؟ !
قال: "إي والذي نفسي بيده، عندها يجفو الرجل والديه، ويبر صديقه، ويتحالفون بغير الله تعالى، ويحلف الرجل من غير أن يستحلف، ويتحالفون بالطلاق يا سلمان، لا يَحلِفُ بها إلَّا فاسق، ويفشو الموت؛ موت الفجأة، وَيُحَدّثُ الرجل سَوطه".
قال سلمان: بأبي أنت وأمي؛ وإنَّ هذا لكائن؟ !
قال: "إي والذي نفسي بيده، عندها تخرج الدابة، وتَطْلُعُ الشمس من مغربها، ويخرج الدجال، وريح حمراء، ويكون خَسفٌ، ومَسخٌ، وقَذفٌ، ويأجوج ومأجوج، وهدم الكعبة، وتمور الأرض، وإذا ذكر الرجل رُئِيَ".

(١) لعل الذي ذهب من كتابه هو قوله: يختضبون بالسواد.

1 / 162