حتى قال أحدهم:
خلفتُ عرسي يوم السير باكية … يا ابن المبارك تبكيني برنات
خلفتها سحرًا في النوم لم أرها … وفي فؤادي منها شبه كيات
أهلي وعرسي وصبياني تركتهمُ … وسرت نحوك في تلك المفازات
أخاف والله قطاع الطريق بها … وما أمنت بها من لدغ حيات
مستوفزات بها رقط مشوهة … أخاف صولتها في كل ساعات
اجلس لنا كل يوم ساعة بكرًا … إن خفَّ ذاك وإلا بالعشيات
يا أهل مرو أعينونا بكفكم … عنا وإلا رميناكم بأبيات
لا تضجرونا فإنا معشر صبر … وليس نرجو سوى رب السماوات
وقال بعضهم:
تغرب عن الأوطان في طلب العلى … وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تفريج هم واكتساب معيشة … وعلم وآداب وصحبة ماجد
وقال آخر:
ارحل بنفسك من أرض تضام بها … ولا تكن من فراق الأهل في حرق
فالعنبر الخام روث في مواطنه … وفي التغرب محمول على العنق
والكحل نوع من الأحجار تنظره … في أرضه وهو مرمي على الطرق
لما تغرَّب حاز الفضل أجمعه … فصار يحمل بين الجفن والحدق