Irshad
الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد - الجزء1
Géneros
فلما سمع رسول الله(ص)باجتماع الأحزاب عليه وقوة عزيمتهم في حربه استشار أصحابه فأجمع رأيهم على المقام بالمدينة وحرب القوم إن جاءوا إليهم على أنقابها.
فأشار سلمان الفارسي (رحمه الله) على رسول الله(ص)بالخندق فأمر بحفره وعمل فيه بنفسه وعمل فيه المسلمون.
وأقبلت الأحزاب إلى رسول الله(ص)فهال المسلمين أمرهم وارتاعوا من كثرتهم وجمعهم فنزلوا ناحية من الخندق وأقاموا بمكانهم بضعا وعشرين ليلة ثم لم يكن بينهم حرب إلا الرمي بالنبل والحصار [الحصى. فلما رأى رسول الله(ص)ضعف قلوب أكثر المسلمين من حصارهم لهم ووهنهم في حربهم بعث إلى عيينة بن حصن والحارث بن عوف وهما قائدا غطفان يدعوهم إلى صلحه والكف عنه والرجوع بقومهما عن حربه على أن يعطيهم ثلث ثمار المدينة.
واستشار سعد بن معاذ وسعد بن عبادة فيما بعث به إلى عيينة والحارث فقالا يا رسول الله إن كان هذا الأمر لا بد لنا من العمل به لأن الله أمرك فيه بما صنعت والوحي جاءك به فافعل ما بدا لك وإن كنت تحب أن تصنعه لنا كان لنا فيه رأي.
فقال(ع)لم يأتني وحي به ولكني رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة وجاءوكم من كل جانب فأردت
Página 96