282

Guía de los Corazones - Parte 2

إرشاد القلوب - الجزء2

Géneros

فراجع الفتن حتى تطلع على حقيقة الحال](1).

قال الأشعث بن قيس: يا أمير المؤمنين لم لا ضربت بسيفك وأخذت حقك، وأنت لم تخطب خطبة إلا قلت فيها: اني لأولى الناس بالناس، وما زلت مظلوما منذ قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فما منعك أن تضرب بسيفك دون مظلمتك؟

قال علي (عليه السلام): قد قلت يا ابن قيس فاسمع، لم يمنعني من ذلك الجبن ولا كراهية الباري، وأن لا أكون أعلم(2) ان ما عند الله خير من الدنيا والبقاء فيها، بل منعني من ذلك أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ونهيه إياي وعهده إلي ، وأخبرني رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما الامة صانعة بعده.

ولم أكن حين عاينته أعلم به ولا أشد استيقانا مني به قبل ذلك، بل أنا بقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) أشد يقينا مني بما عاينته وشهدته، فقلت: يا رسول الله فما تعهد إلي إذا كان ذلك؟ قال: إن وجدت أعوانا فانتدب إليهم وجاهدهم، وإن لم تجد أعوانا فكف يدك واحقن دمك حتى تجد على اقامة كتاب الله وسنتي أعوانا.

وأخبرني انه ستخذلني الناس وتبايع(3) غيري، وأخبرني اني منه بمنزلة هارون من موسى، وان الامة من بعدي سيصيرون بمنزلة هارون ومن تبعه والعجل ومن تبعه، إذ قال له موسى: {يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا * ألا تتبعن أفعصيت أمري * قال يبنؤم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي اني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي} (4).

يعني ان موسى أمره حين استخلفه عليهم إن ضلوا فوجدت أعوانا عليهم

Página 288