Guía de los Corazones - Parte 2
إرشاد القلوب - الجزء2
Géneros
السلام ورده في أيديهم، فحيوا به وقبلوه وأكثروا من ذكر الله وحمده وشكره والثناء عليه، ثم ردوه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله).
فلما صار في كف رسول الله (صلى الله عليه وآله) قام عمر على قدميه وقال: يا رسول الله ما بالك تستأثر بكل ما أتاك من عند الله من تحية وهدية أنت وعلي وفاطمة والحسن والحسين؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ويحك يا عمر ما أجرأك! أما سمعت ما قال الجام؟ تسألني أن أعطيك ما ليس لك، فقال: يا رسول الله أفتأذن بأخذه واشتمامه وتقبيله؟
فقال: ويحك يا عمر، والله ما ذاك لك ولا لغيرك من الناس أجمعين غيرنا، فقال: يا رسول الله أفتأذن لي أن أمسه بيدي؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما أشد إلحاحك، قم فإن نلته فما محمد(1) رسول الله حق ولا جاء بحق من عند الله، فمد عمر يده نحو الجام فلم تصل إليه، فانصاع الجام وارتفع نحو الغمام وهو يقول: يا رسول الله هكذا يفعل المزور بالزائر؟
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ويلك يا عمر من جرأتك(2) على الله ورسوله، قم يا أبا الحسن على قدميك وامدد يدك إلى الغمام فخذ الجام وقل له: ماذا أمرك الله أن تؤديه، فقام إلى الجام فأخذه وقال له: رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لك ماذا أمرك الله أن تقوله فأنسيته(3).
قال الجام: نعم يا أخا رسول الله، أمرني أن أقول لكم: اني قد أوقفني الله على نفس كل مؤمن ومؤمنة من شيعتكم، وأمرني بحضور وفاته حتى لا يستوحش بالموت فيستأنس بالنظر إلي، وأن أنزل على صدره وأسكره بروائح طيبي، فتفيض
Página 133