تسمى نبيا لا كما قلت في الجعدي فمن العجب استدلاله بقتل المختار بن أبي عبيد الثقفي (¬1)، وأنه أجمع التابعون مع بقية الصحابة على قتله، ووجه العجب منا: أن المختار طالب ملك، تغلب على الكوفة ونواحيها، وكان عبد الله بن الزبير (¬1) قد ادعا الخلافة لنفسه بمكة، وغلب على الحجاز واليمن، وبعث أخاه مصعبا (¬1) إلى العراق ليأخذها له، فقتل مصعب بن الزبير المختار ابن أبي عبيد، كما قتل بعد ذلك عبد الملك مصعبا، وقتل الحجاج (¬1) عبد الله بن الزبير، فهؤلاء أقوام طلاب ملك ودنيا، ولا يستدل بأفعالهم عاقل، ولا يقال في أفعالهم: أجمع الناس على قتل فلان منهم، وإلا لزمه أنه أجمع الناس على قتل عبد الله بن الزبير، بل هؤلاء أقوام يسفكون الدماء لطلب الملك، فأفعالهم دولية لا دليلية، فليس لعاقل ولا عالم أن يجعل أفعالهم قدوة.
نعم وقوله: لأنه تسمى نبيا. يعني: أن المختار بن أبي عبيد كان يدعي النبوة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه منهاج السنة: إن المختار بن أبي عبيد كان كذابا، يدعي النبوة وإتيان جبريل إليه.
قال: وهذا كفر إن لم يتب منه كان مرتدا. انتهى.
وقولنا: لا كما قلت في الجعدي. إشارة إلى قوله في رسالته: أنه أجمع التابعون ومن بعدهم على قتل الجعد بن درهم (¬1). هذا كلامه في الرسالة، فادعا الإجماع على قتل الجعد.
Página 124