وروى مكحول عن عليّ بن أبي طالب ﵁ أنه قال: فضل صلاة الرجل متقلدًا بسيفه في سبيل الله على صلاة الذي يصلي بغير سيف سبعون ضعفًا، ولو قلتُ سبعمائة ضِعف لكان ذلك (١).
وروي عنه ﵊ أنه قال: "ما اصطحب قوم في سبيل الله إلاَّ كان أعظمهم أجرًا أحسنهم خُلُقًا" (٢).
فتمسَّكوا عباد الله بدينكم، واقتدوا بفعل نبيكم، وما كان عليه الصحابة الكرام والأئمة الأعلام، من حمايتهم ونصرهم لدين الإِسلام، وملازمتهم لسُنَّة نبيِّه ﵇، وقد بالغ في أذيَّته المشركون
والمنافقون، وهو مع ذلك حين شَجُّوا وجهه الشريف وكسروا رُبَاعِيَتَه يقول: "اللَّهُمَ اغفِر لقومي فإنهم لا يعلمون" (٣).
فينبغي للِإمام أو نائبه أن يأخذ بالاحتياط للمسلمين، وأن يرتبهم عند القتال كما ذكر العلماء في سائر الدواوين، فإذا وجد فيهم ضعفًا أو آنس فيهم خوفًا حضَّهم على الصبر واللَّجَإِ إلى الاستغفار، وكثرة الدعاء للملك القهَّار، الذي له القدرة والانتصار.
قال النووي رحمه الله تعالى: يُستحبُّ للمجاهد استحبابًا مؤكدًا أن يقرأ من القرآن ما تيسَّر، وأن يدعو بالدعاء المأثور الذي هو في الصحيح
_________
= سلمان الفارسي مرفوعًا: الرباطُ يومٍ وليلةٍ خير من صيامِ شهر وقيامِهِ، وإِنْ مات جرى عليه عمله الذي كان يعملُهُ وأُجري عليه رِزقهُ، وأَمن الفتَّان".
(١) ذكره ابن النَّحاس في "مشارع الأشواق" (١/ ٤٩٨).
(٢) لم أجده بهذا اللفظ، وانظر: "إتحاف السَّادة المتقين" للزبيدي (٦/ ٢٠٧).
(٣) أخرجه البخاري (٦/ ٥١٤)، ومسلم (٣/ ١٤١٧) من حديث ابن مسعود.
1 / 40