المقدمة كل شيء تعلق به علمك من جهة إخبار غيرك عنه لابد بينك وبينه طريق إما مخبر واحد أو أكثر من واحد ولابد لكل واحد من وجه في تحمل الخبر عن صاحبه من سماع وعرض وكتابة ونحو ذلك فمتى بينت الطريق ووجه التحمل فقد أسندت ومتى تركت البيان فقد أغفلت وغرضنا في هذه الرسالة ذكر الطرق التي منها وصلت إلينا أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وفائدة حفظ الإسناد بقاء الشريعة المحمدية - على صاحبها الصلاة والتسليمات - المشتملة على سعادة الدارين وذلك ظاهر لمن تأمل فإنا لم نشاهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم نسمع منه بلا واسطة ولم تصل أحاديثه إلا بالوسائط سواء كان هذا الوصل من جهة انتساخ النسخ من مثلها أو من استماع حديث من مخبره أو نحو ذلك وهذه كلها أنواع الإسناد فلو لم يكن الإسناد أصلا لم تبق الشريعة وإخبار من ليس بصدوق أو ليس بضابط لا يعتمد عليه وكذا النسخة التي لم تصحح على أصلها ولم يعرف صحة أصلها لا يعتمد عليها والتحمل منه ما هو قطعي ومنه ما هو دخله الوهم فإذا طلبت المعتمد من الأخبار لا سبيل إلى ذلك إلا بمعرفة الرجال وأحوالهم وصنيع تحملهم فهذا هو علم الإسناد
وحديث النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يكتب في العصر الأول ثم ظهر الاهتمام بكتابته بعد المائة وكمل التصنيف بعد المائتين وهذا هو الذي اقتضى تشعب الأسانيد وانقسام الحديث إلى مستفيض ومشهور وصحيح وحسن وضعيف ومرسل وأحوج إلى النظر في الاعتبارات والشواهد واقتضى كون الإسناد خاصا بهذه الأمة والله أعلم .
### || شيوخي
وقد أخذت معظم هذا الفن عن أبي الطاهر محمد بن إبراهيم الكردي الهمداني أعظم الله أجوره فسمعت عليه الأمم واستنسخناه من خطه وضبطنا مشكله من خطه بحضرته وناولني كتاب مقاليد الأسانيد فطالعته وراجعته فيما أشكل من الفن ورويت عنه صحيح البخاري من أوله إلى آخره كنت أقرأ عليه وهو يسمع وإذا مللت كان هو يقرأ وأنا أسمع
فصل
Página 2