وقال عليه السلام في وصية لابنه الحسن عليه السلام: ( دع القول فيما لا تعرف, والخطاب فيما لم تكلف, وامسك عن طريق إذا خفت ضلالته, فإن الكف عند حيرة الضلال خير من ركوب الأهوال ).
وقال عليه السلام: ( ثم أشفقت أن يلتبس عليك ما اختلف الناس فيه من أهوائهم وآرائهم مثل الذي التبس عليهم ... ) إلى أن قال: ( واعلم يا بني أن أحب ما أنت آخذ به من وصيتي تقوى الله والاقتصار على ما فرضه الله, والأخذ بما مضى عليه الأولون من آبائك, والصالحون من أهل بيتك, فإنهم لم يدعوا أن نظروا لأنفسهم كما أنت ناظر, وفكروا كما أنت مفكر, ثم ردهم آخر ذلك إلى الأخذ بما عرفوا, والإمساك عما لم يكلفوا ). وقال عليه السلام فيها: ( ولا تقل ما لم تعلم وإن قل ما تعلم ).
وروى محمد بن الهادي, عن الباقر عليه السلام, أن رجلا سأله فقال: دلني على أمر إذا عملت به نجوت عند الله, وإن سئلت غدا قلت :أنت هديتنيه ، فقال: (اعمل ما أجمع عليه المختلفون).
وكذا في (مصباح الشريعة) عن ولده جعفر الصادق عليه السلام.وكذلك في (المسائل) عن القاسم أنه سئل عن الاختلاف الذي بين أهل البيت عليهم السلام, فقال :(يؤخذ بما أجمعوا عليه فلم يختلفوا فيه. كما تقدم, وكذلك سائر القدماء منهم عليهم السلام, ومن وافقهم من المتأخرين عليهم السلام, لأنهم يقولون بتحريم الأخذ بالأخف, بعد قولهم بوجوب اتباع جماعة العترة جملة كما تقدم مفصلا.
Página 47