La Guía
الإرشاد إلى نجاة العباد للعنسي
Géneros
وتأمل رب الخورنق إذ أشرف يوما وللهدى تفكير
شاده مرمرا وجلله كل سا والطير في ذراه وكور
سره حاله وكثرة ما يملك والبحر معرض والسدير
فارعوى قلبه وقال فما لذة حي إلى الممات يصير
فهذا رجل قصر أمله، وذكر أجله ففاز بالرضاء والرضوان، ومجاورة الرحمن في غرف الجنان، والنعيم الذي لا يفنى، والملك الذي لا يبلى، ولا آفة أعظم من نسيان الموت والفناء، وتطويل الأمل في هذه الدنيا، فإن ذلك يورث الانخراط في سلك الذنوب، والتلطخ بأقذار العيوب.
وفي حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم (أكثروا من ذكر الموت، وكونوا من الله على حذر)(1) فمن كان يؤمل أن يعيش غدا يؤمل أن يعيش أبدا، ومن كان يؤمل أن يعيش أبدا يقسو قلبه، ورغب في الدنيا، وزهد فيما هدى ربه.
فنسأل الله تعالى التوفيق لاستشعار الموت، وحسن الاستعداد لحلول الفوت، ومنه التأييد والإعانة.
انفتاح باب الحسد
من أردأ الخلال وأخبثها وأسخفها، والاستقباح له شائع، والقلوب مع ذلك عليه مجبولة، والحسد أردأ من البخل، فإن الحاسد يبخل بنعم الله الفائضة على غيره، وصاحبه لا يزال في عناء وتعب ؛ لكثرة ما يراه من النعم المتجددة على نظرائه وأشكاله ومعارفه.
وقال بعضهم: لو كان أمر الحاسد إلي ما عاقبته بأكثر مما هو فيه، نفس دائم، وحزن لازم، والحاسد مهموم مهجور، والمحسود منعم منصور.
Página 97