80

La Guía

الإرشاد إلى نجاة العباد للعنسي

Géneros

Sufismo

قال الإمام المنصور بالله(1)عليه السلام أحسبه قال كثيرا: (نعم التكبر أعظم الآفات، وأرمى الذنوب لصاحبه إلى مهاوي الهلكات، فإنه يجر الإنسان إلى كراهة التواضع، وقلة الرضاء باليسير من الدنيا، وقلة الصبر على استحقار الناس له، فيكون ذلك سببا لطلب العز والفخر بالقتل والقتال، أو إلى التحاقه بأعمال السلطان.

وكثير من علماء السوء لايصبر على هذه الأحوال، ولايرضى باستحقار الناس له، فيلحق بالسلطان فدخل في زمرة الشيطان، ومال إلى معاونة امراء الجور.

ومنهم من يستعظم في مثل ذلك فيباين السلطان، ثم إذا ابتلي بالفقر وخاف ذلته، ورأى استطالة بيد السلطان على الخلق وخشي شوكته، وعرف ميل الناس إليه، وخاف إذلالهم له، واستخفافهم به دعاه ذلك إلى مخالطة أمراء السوء، والدخول معهم، أوالمداهنة لهم، تكبرا عن مذلة الفقر، وتعززا عن ملامة الخلق، واستدراكا لبعض مايرجوه من الجلالة فيكون ذلك سبب هلاكه، وأعظم بها مصيبة في الدنيا والآخرة أن يهرب الإنسان من عز التقوى، وشرف الطاعة للملك الأعلى إلى ذلة الذنوب، واكتساب الحوب.

Página 83