فالله الله في التجنب لهذه الآفة ولا يخدعنك قول قائل: قد كان النبي ينشد بحضرته. فإن النبي ما كان يجمع أصحابه لسماع الشعر في الغزل والتشبيب، ولا يشتغل بذلك بل كان يذم الشعراء، ولا تسمع في بعض الأحوال الندرة إلا ما فيه حكمة كما قال عليه السلام:(إن من الشعر لحكمة) (1).
واعلم أن الأشتغال بسماع الشعر واللهو يوقع في القلب ما يوقعه النظر، فما عرفت أنه يلزمك في النظر فاحكم بمثله هاهنا ؛ لأن الغرض بالمنع عن النظر هو أن لا يتحرك ساكن الشهوة، وهي تتحرك مع هذه الهفوة. فافهم واعمل بحسب ذلك.
الآفة الثالثة: استماع الغيبة، والأصغاء إليها وإلى النميمة، لا يغرنك لهج الناس بالأصغاء والاستماع لذلك، فالمستمع مشارك،
وفي الحديث (المستمع أحد المغتابين) (2) وفي الخبر عن النبي أنه قال: (من أغتيب عنده أخوه المسلم فاستطاع أن ينصره نصره الله في الدنيا والآخرة، ومن خذله خذله الله في الدنيا والآخرة) (3) فافهم.
Página 37