216

La Guía

الإرشاد إلى نجاة العباد للعنسي

Géneros

Sufismo
المعرفة السابعة: أنه تعالى سميع بصير، مدرك للمدركات بلا

حاسة ولا آلات.

لأنه حي لا آفة به، فإن الآفات لا تجوز إلا على الأجسام، وعالم بجميع المعلومات، لا يخرج عن علمه شي ء من المسموعات والمبصرات، ولا غيرها من الجليات والخفيات، لا من الموجودات ولا من المعدومات، قال تعالى:{هو السميع البصير}(1) وقال:{إنني معكما أسمع وأرى}(2) أي: أعلم جميع ذلك، تعالى الله أن يحتاج إلى شي ء من الآلات، ولا إلى غيرها من الأوقات، وغير الأوقات.

المعرفة الثامنة: أنه تعالى غني

وبيانه: أنه حي لا يحتاج إلى شي ء، ولو احتاج إلى شي ء لم يخل إما أن يحتاج إليه في وجوده، وقد بينا أنه تعالى ليس بمحدث، أو فيما يحتاج إليه العباد من المنافع ودفع المضار، وذلك منزه عنه العزيز الجبار؛ لأنه لو كان كذلك لكان يلتذ ويتألم، ويستر ويغتم، ولو كان كذلك لكان يشتهي وينفر، ولو كان كذلك للزم أن تجعل الأشياء كلها مشتهيات لئلا يتضرر بالمنفرات في حالة من الحالات، وقد علم خلافه، ولكان يجب أن تجوز عليه الزيادة والنقصان في جميع الأزمان وغير الأزمان، وذلك لا يجوز إلا على الأجسام تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، قال تعالى:{وهو الغني الحميد}(3).

Página 220