وفي خبر عنه صلى الله عليه وآله وسلم (إن العار والتخزية ليبلغ من أهل القيامة في المقام بين يدي الله عز وجل ما يتمنون أنهم صرف بهم إلى النار من ذل ذلك المقام. (2)( وإذا عرفت شهادتها عليك، وإهانتها لك، وهي العزيزة لديك، فاحترز من إهمالها، واستعملها في أشرف أعمالها ؛ لعلك تنجو كفافا، ويكون [ربحك أنك]معافى ؛ فإن الإنسان يتمنى ذلك اليوم أن يكون من أهل العافية، دع عنك أن تكون من أهل الأجور الوافية، ولن يتم لك الخلاص والنجاة إلا بأن تعرف ما يختص كل عضو من هذه الأعضاء من الفضائل والرذائل، حتى تعمل بحسب علمك ؛ فلعل أن تلقى الله تعالى بأحسن عملك، ولكن قبل التحرز في مستقبل أيامك من الذنوب لابد أن تطهر ما قد اكتسبت من كل حوب فإن منتك نفسك أنك لم تكن اكتسبت سيئة، ولا أخطأت خطيئة، فاعلم أنها إنما عمدت بك إلى الغرور، وكلمتك بلسان الزور، فإن كل إنسان لا يسلم من العصيان، وقد حكى الله ذلك عن أهل ولايته، وأحب الخلق لطاعته وهم الأنبياء المرسلون، والأولياء المقربون فقال تعالى: {ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى}(1).
وعن النبي أنه قيل: يا رسول الله الرجل يكون حسن العقل كثير الذنوب ؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (ما من آدمي إلا وله خطايا وذنوب يقترفها، فمن كان سجيته العقل، وغريزته اليقين لم تضره ذنوبه) قيل: وكيف ذلك يا رسول الله ؟ قال: لأنه كلما أخطا لم يلبث أن يتدارك ذلك بتوبة وندامة على ما كان منه، فيمحو ذلك ذنوبه ويبقي له فضل يدخل به الجنة) (2).
فإذا معرفة ما يرحض(3) الذنوب ويغسل العيوب أصل في الخلاص، وأساس في النجاة.
Página 19