ومر المهلب(1) بمطرف بن الشخير(2) وهو يتبختر في جبة خز، فقال مطرف بن عبد الله: يا عبد الله هذه مشية يبغضها الله ورسوله، فقال المهلب: أما تعرفني ؟ فقال: بلى أعرفك أولك نطفة مذرة، وآخرك جيفة قذرة، وتحمل فيما بين ذلك عذرة. فترك المهلب تلك المشية ومضي.
ومر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بخياط يأكل التمر في دكانه فدعاه، فجلس على حرف الدكان يأكل معه، فكأن القوم أعظموا ذلك فقال:
(نعم لو دعيت إلى كراع لأجبت، ولو أهدي إلى ذراع لقبلت)(3).
السابع منها الوفاء وأداء الأمانة وترك الخيانة
هذه الأمور التي هي توجب الثقة، وتلزم حسن الظن، وتجلب الرزق أيضا وتدعو إلى الأنس.
وفي حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم (لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له)(4).
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم (أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك)(5).
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (لا تنظروا إلى صلاتهم إذا صلوا، ولا إلى صيامهم إذا صاموا، ولكن انظروا إلى صدقهم إذا حدثوا، وإلى أمانتهم إذا ائتمنوا، وإلى ورعهم إذا أشفوا)(6).
Página 126