Irrigation of the Thirsty: Biographies of the Men of Sunan al-Darimi
إرواء الظمي بتراجم رجال سنن الدارمي
Editorial
دار العاصمة للنشر والتوزيع
Número de edición
الأولى
Año de publicación
١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م
Ubicación del editor
الرياض - المملكة العربية السعودية
Géneros
سِلْسِلَةُ تَقْريْبِ رُوَاةِ السُّنّة بين يَدِيِ الأُمَّة: المَجْمُوْعَةُ الثَّانِيَة:
إِتْحَافُ البَرَرَة بِتَراجِم مَنْ لَيْسَ فِي التَّهْذِيْب مِنْ رِجَالِ كُتُبِ إِتحَافِ المَهَرَةْ: (٣)
إِرْوَاءُ الظَّمِيِّ
بتَراجمِ
رِجَالِ سُنَنِ الدّارِميّ
تَألِيْفُ
أَبِي الطيِّب نَايِف بْن صَلاح بْن عَلِي المَنْصُوْرِي
دَارُ العَاصَمْة
لِلنشْرِ وَالتوزيع
1 / 1
بسم الله الرحمن الرحيم
1 / 2
إِرْوَاءُ الظَّمِيِّ بتَراجمِ رِجَالِ سُنَنِ الدّارِميّ
1 / 3
ح دار العاصمة للنشر والتوزيع، ١٤٣٦ هـ
فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر
المنصوري، نايف صلاح علي
إرواء الظمي بتراجم رجال سنن الدارمي.
نايف صلاح علي المنصوري - الرياض، ١٤٣٦ هـ
٦٨٠ ص، ١٧ × ٢٤ سم
ردمك ٧ - ٨٢ - ٨١٤٣ - ٦٠٣ - ٩٧٨
١ - الحديث - تراجم الرواة .. أ- العنوان
ديوي ٦، ٢٣٤ .. ٣٢٢٦/ ١٤٣٦
رقم الإيداع: ٣٢٢٦/ ١٤٣٦
ردمك: ٧ - ٨٢ - ٨١٤٣ - ٦٠٣ - ٩٧٨
جَميْعُ الحُقُوقِ مَحْفُوظَةٌ
الطَّبْعَةُ الأولى
١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م
دَارُ العَاصِمَة
المَمْلكَة العَربيَّة السّعوديَّة
الرّيَاضْ - صَربْ: ٤٢٥٠٧ - الرّمُز البَريْديْ: ١١٥٥١
المَركز الرّئيسي: شارْع السّوُيدي العَام
هَاتفْ: ٤٤٩٧٢٢٤/ فاكسْ: ٤٤٩٧٢٢٥
1 / 4
المُقَدِّمَة
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ الحمْدَ لله نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِيْنُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوْذُ بِالله مِنْ شُرُوْرِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سِيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ الله فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِي لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَه إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيْكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ:
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: ١٠٢]، ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: ١]، ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (٧٠) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: ٧٠ - ٧١].
وَبَعْدُ:
فَبَيْنَ يَدَيْكَ أَخِي القَارِئُ الكَرِيْمُ، وَالبَاحِثُ الحَلِيْمُ، تَرَاجِمُ الكِتَابِ الثَّالِث مِنْ رِجَالِ المَجْمُوْعَةِ الثَّانِيَة "مِنْ "سِلْسِلَةِ تَقْرِيْب رُوَاةِ السُّنَّه بَيْنَ يَدَي الأُمَّه" المُسَمَّاةِ. "إِتْحَافُ البَرَرَهْ بِتَرَاجِمِ مَنْ لَيْسَ فِي التَّهْذِيْبِ مِنْ رِجَالِ كتُبِ إِتْحَافِ المَهَرَه" أَزُفُّهَا إِلَى مَشَايَخِي النُّبَلاء، وَإِخْوَانِي الفُضَلاء، وَزُمَلائِي الأَوْفِيَاء، من رُوَّاد السُّنةِ وَالأَثَر، البَاحِثِيْن عَنْ صَحِيْحِ هَدْي سَيّدِ البَشَر، الَّذِي لا يَكُوْنُ إِلا بِمَعْرِفَةِ مَنَازِلِ وَمَرَاتِبِ مَنْ قَدْ غَبَر، مِمَّنْ أَفْنَوْا أَعْمَارَهُم فِي البَحْثِ وَالتَّنْقِيْبِ وَالتَّفْتِيْشِ عَنْ كُلِّ حَدِيْثٍ وَخَبَر؛ فَرَحِمَهُم الله وَأَسْكَنَهُم جَنَّاتِهِ جَنَّاتِ عَدْنٍ وَنَهَر.
1 / 5
أُهْدِيْهِمْ هَذِهِ الجَوْهَرَةَ المَكْنُوْنَةْ، وَالدُّرَّةَ المَصُوْنَةْ، الَّتِي أَسْمَيْتُهَا بـ " إِرْوَاء الظَّمِي بِتَرَاجِمِ رِجَالِ سُنَن الدَّارِمِي"
وَقَدْ ذَكَرْتُ فِي طَلِيْعَتِها بَيَان مَنْهَجِ عَمِلي فِيْهَا، ثَّمَ أَعْقَبْتُ ذَلِكَ بِتَرْجَمَةٍ لِصَاحِبِ الكِتَاب شَيْخِ الإِسْلامِ الإِمَامِ العَلَمِ الأَلُمعِي، أَبِي مُحَمَّد عَبْدِ الله بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمي -رَحِمَهُ الله تَعَالَى-، صَاحِبِ المَنَاقِب الَكَثِيْرِة؛ وَذَلِكَ وَفَاءً لِمَا سَطَّرَهُ لَنَا بَنَانُهْ، وَأَتْحَفَنَا بِهِ جَنَاُنهْ، مِنْ عُلُوْمٍ غَزِيْرَةْ، وَفُهُوْمٍ عَمِيْقةْ، وَقَدْ أَسْمَيْتُ هَذِهِ النُّكَتَ وَالفَوَائِدَ مِمَّا وَقَفْتُ عَلَيْهِ، "الجَوَاهِرُ الحِسَان مِنْ تَرْجَمَةِ الدَّارِمِي عَبْدِ الله بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَن".
وَجَعَلْتُهَا فِي ثَلاثَةِ فُصُوْلٍ:
الفَصْلُ الأَوَّل: سِيْرَتُهُ الشَّخْصِيَّة، وَفِيْهِ ثَلاثَةُ مَبَاحِث:
المَبْحَثُ الأَوَّل: هُوِيتُهُ وَفِيْهِ:
١ - اسْمُهُ وَنَسَبُهُ وَكُنْيَتُهُ وَنِسْبَتُهُ.
٢ - تَارِيْخ وِلادَتِهِ.
٣ - سَمِيّهُ.
٤ - حَجَّامُهُ.
٥ - تَوَلِّيه القَضَاء.
٦ - تَارِيْخُ وَفَاتِهِ:
٧ - مَوْقِفُ الإِمَام البُخَارِي لمَّا نُعِي لَهُ.
المَبْحَثُ الثَّانِي: فِي ذِكْرِ مَا وُصِفَ بِهِ مِنْ أَخْلاقٍ عَالِيَة، وَسَجَايَا سَامِيَة، وَفِيْه:
١ - عِبَادَتُهُ وَزُهْدُهُ وَوَرَعُهُ وَتَقْوَاهُ.
1 / 6
٢ - كَمَالُ عَقْلِهِ وَحِلْمِهِ.
٣ - ذَكَاؤُهُ وَحِفْظُهُ وَإِتْقَاُنهُ.
٤ - تَمسُّكُهُ بِالسُّنّةِ وَالآثَار وَدَعْوَته النَّاس إِلَى ذَلِكَ، وَصَلابَتُهُ فِي الحَقِّ.
المَبْحَثُ الثَّالِثُ: فِي بَيَانِ عَقِيْدَتِهِ، وَفِقْهِهِ. وَفِيْهِ:
١ - عَقِيْدَتُهٌ:
٢ - إِمَامَتُهُ فِي الفِقْهِ وَتَضَلُّعُهُ فِيْهِ.
٣ - نَماذِجُ مِنِ اخْتِيَارَاتِهِ الفِقْهِيَّةِ.
الفَصْلُ الثَّانِي: سِيْرَتُهُ العِلْمِيَّة:
المَبْحَثُ الأَوَّل: رَحَلاتُهُ، وَفِيْه:
١ - رِحْلَتُهُ إِلَى مَا وَرَاء النَّهر.
٢ - رِحْلَتُهُ إِلَى خُرَاسَان.
٣ - رِحْلَتُهُ إِلى بِلاد الجَبَل.
٤ - رِحْلَتُهُ إِلى العِرَاق.
٥ - رِحْلَتُهُ الى الحِجَاز.
٦ - رِحْلَتُهُ إِلَى الشَّام.
٧ - رِحْلَتُهُ إِلَى مِصْر.
المَبْحَثُ الثَّانِي: شُيُوْخُهُ، وَفِيْهِ:
١ - رِوَايَةُ الحُفَّاظِ الكِبَارِ مِنْ شُيُوْخِهِ عَنْهُ.
٢ - رِوَايَةُ أَصْحَابِ الكُتُبِ السِّتّةِ عَنْهُ.
٣ - عَدَدُ شُيُوْخِهِ فِي كِتَابِهِ "السُّنَن".
1 / 7
٤ - مَسْرَدُ عَامٌ بِشُيُوْخِهِ.
المَبْحَثُ الثَّالِثُ: تَلامِذَتُهُ، وَفِيْهِ:
١ - تَنَافُسُ الحُفَّاظِ فِي الرِّحْلَةِ إِلَيْه؛ لِعُلُوِّ إِسْنَادِهِ وَتَفَرُّدِهِ عَلَى أَقْرَانِهِ.
٢ - ذِكْرُ ثُلّةٍ مُبَارَكَةٍ مِنْ أَئِمَّةِ الحَدِيْث وَحُفَّاظِهِ مِمَّنْ رَوَوْا عَنْهُ.
الفَصْلُ الثَّالِثُ: عُلُوْمُهُ وَآثَارُهُ العِلْمِيَّة وَمَكانَتُهُ بَيْنَ العُلَمَاء:
البَابُ الأَوَّل: بَعْضُ العُلُوْمِ الَّتِي بَرَزَ فِيْهَا:
المَبْحَثُ الأَوَّل: التَّفْسيْرُ.
المَبْحَثُ الثَّانِي: الحَدِيْثُ.
المَبْحَثُ الثَّالِثُ: الفِقْهُ.
البَابُ الثَّانِي: آثَارُهُ العِلْمِيَّة:
البَابُ الثَّالِثُ: كِتَابُ السُّنَن "أَوِ المُسْنَدُ" وَعِنَايَةُ العُلَمَاءِ وَالبَاحِثِيْنَ بِهِ.
المَبْحَثُ الأَوَّل: اسْمُهُ.
المَبْحَثُ الثَّانِي: وَجْهُ تَسْمِيَتِهِ لَهُ بِالمُسْنَد".
المَبْحَثُ الثَّالِثُ: مَنْهَجُهُ فِي تَصْنِيْفِهِ.
المَبْحَثُ الرَّابع: تَسْمِيَةُ بَعْضِهِم لَهُ بِالصَّحِيْح، مَعَ مُنَاقَشَةِ ذَلِكَ.
المَبْحَثُ الخَامِس: عَدَدُ أَحَادِيْثهِ.
المَبْحَثُ السَّادِس: رُتْبَتُهُ عِنْدَ أَهْلِ العِلْم.
المَبْحَثُ السَّابع: عِنَايَة العُلَمَاء وَالبَاحِثِيْنَ بِهِ.
أ - نُسَخُهُ الخَطِّيَّة.
ب- التَّعْرِيْفُ بِرِجَالِهِ.
1 / 8
جـ - شُرُوْحُهُ.
د - أطْرَافُهُ.
هـ - تَخْرِيْجُ أَحَادِيْثِهِ.
و- طَبَعَاتُهُ.
ز - مَنْهَجُهُ فِيْهِ.
ح - عَوَالِيْهِ.
ط - فَهَارِسُهُ.
ي - الدِّرَاسَاتُ المُعَاصِرَة فِيْهِ.
المَبْحَثُ الثَّالِثُ: مَكَانَتُهُ فِي الجَرْحِ وَالتَّعْدِيْل وَالتَّصْحِيْح وَالتَّعْلِيْل.
أ - نَمَاذِجُ مِنْ كَلامِ أَهْلِ العِلْم فِي بَيَانِ مَنْزِلَتِهِ فِي ذَلِك.
ب - نماذِجُ مِنْ كَلامِهِ فِيْمَا يَتَعَلَّق بِنَقْدِهِ وَمَعْرِفَتِهِ بِهَذَا الشَّأْن.
١. فِيْمَا يَتَعَلَّقُ بِجَرْحِهِ وَتَعْدِيْلِهِ للرُّوَاةِ.
٢. فِيْمَا يَتَعَلَّقُ بِالتَّصْحِيْحِ وَالتَّعْلِيْل.
٣. فِيْمَا يَتَعَلَّقُ بِالسَّمَاعَات.
٤. فِيْمَا يَتَعَلَّقُ بِتَمْيِيْزِ المُهْمَل.
٥. فِيْمَا يَتَعَلَّقُ بِتَمْيِيْز المُبْهَم.
٦. فِيْمَا يَتَعَلَّقُ بِبَيَانِ الصُّحْبَةِ.
ثُمَّ خَتَمْتُ عَمَلِي فِي كِتَابِي هَذَا بِأَرْبَعَةِ فَهَارِس:
فِهْرِس: للرُّوَاة المُتَرْجَمِ لَهُم فِيْهِ.
فِهْرِس: للنِّسَبِ المُعَرَّف بِهَا فِيْهِ.
1 / 9
فِهْرِس: لِمَصَادِرِ البَحْثِ الَّتِي نَقَلْتُ مِنْهَا، وَهِي عَلَى قِسْمَيْن:
المَصَادِرُ المَطْبُوْعَة.
والمَصَادِرُ المَخْطُوْطَة، أَوْ مَا هُوَ فِي حُكْمِهَا، كَالرَّسَائِل الجَامِعِيّةِ الَّتِي لَمْ تُطْبَعْ بَعْدُ.
فِهْرِس: المَوْضُوْعَات.
هَذَا مَا يَسَّرَ الله لِي بَيَانَهُ فِي مُقَدِّمَتِي هَذِهِ، اللهَ أَسْأَلُ أَنْ يَتَقَبّلَ مِنِّي هَذَا العَمَل، وَأَنْ يَرْزُقَنِي صِدْق النِّيّة فِيْهِ وَحُسْن العَمَل، وَأَنْ يَجْعَلَهُ وَسَائِر أَعْمَالِي خَالِصَة لِوَجْهِهِ الكَرِيْم، إِنَّهُ جَوَادٌ بَرُّ رَحِيْمٌ!
كَتَبَهُ العَبْدُ الفَقِيْرُ إِلَى عَفْو رَبِّهِ:
أَبُو الطِّيِّب نَايِف بن صَلاح بن عَلِي المَنْصُوْرِي
بمَكْتَبَةِ دَار الحَدِيْث الخَيْرِيَّةِ بِمَأْرِب
البريد الإلكتروني/ naeef ١٩٧٧ @gmail.com
الهاتف/ ٠٠٩٦٦٧٧٧٨٦٣٥٦١
1 / 10
فَصْلٌ: فِي بَيَانِ مَنْهَجِ عَمَلِي فِي هَذَا الكِتَاب
وَأَمَّا عَنْ مَنْهَجِي وَطَرِيْقَتِي فِي كِتَابِي هَذَا، وَفِي صِيَاغَةِ تَرَاجِمِهِ، فَقَدْ قُمْتُ بِتَرْتيْبِ تَرَاجِمِهِ عَلَى حُرُوْفِ المُعْجَمِ، وَسَلَكْتُ فِي ذَلِكَ مَا سَلَكْتُهُ فِي الكِتَاب الأَوَّل مِنْ هَذِهِ المَجْمُوْعَةِ: "غُنْيَةُ السَّالِك بِتَرَاجِم رِجَال مُوَطَّإِ مَالِك".
١ - قُمْتُ بِجَرْدِ جَمِيْعِ رِجَال الإِمَام الدَّارِمِي مِنْ كِتَابِهِ "السُّنَن"
٢ - اقْتَصَرْتُ فِي اسْتِقْرَاء رِجَال الدَّارِمِي عَلَى مَنْ سُمِّيَ، أَمَّا مَنْ أُبْهِم فَلَمْ أَعْتَنِ بِهِم، سَوَاءٌ كَان التَّعْدِيْلُ بِلَفْظِ الإِبْهَامِ أَمْ لا.
قَالَ الحَافِظ فِي "النُّخْبَة" (^١): "وَلا يُقْبَلُ المُبْهَمُ، وَلَوْ أُبْهِمَ بِلَفْظِ التَّعْدِيْلِ عَلَى الأَصَح" (^٢).
٣ - رَمَزْتُ لِمَا تَرْجَمْتُ لَهُ مِنْ رِجَالِ "سُنَنِ الدَّارِمِي" بـ (مي).
٤ - اعْتَمَدْتُ فِي اسْتِخْرَاجِ رِجَالِ الدَّارِمِي طَبْعَة دَار البَشَائِر الإِسْلامِيَّة المَطْبُوْعَةَ ضِمْن كِتَاب "فَتْح المَنَّان شَرْح وَتَحْقِيْق كِتَاب الدَّارِمِي أَبِي مُحَمَّد عَبْدِ الله بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ"؛ وَذَلِكَ لِكَوْنِهَا أَجْوَدَ طَبَعَاتِهِ المَوْجُوْدَة حَتَّى الآن.
٥ - الاقْتِصَارُ عَلَى التَّرْجَمَةِ لِمَنْ لَمْ يُتَرْجَمْ لَهُ فِي "تَهْذِيْبِ التَّهْذِيْب"، أَوْ تَقْرِيْبِهِ، سَوَاءٌ كَانَ مِنْ رُوَاةِ الكُتُبِ السِّتَّةِ، أَوْ أَحَدِها، أَوْ زَوَائِدِهَا، أَوْ كَانَ مِمَّنْ ذُكِرَ
_________
(^١) (ص: ١٣٥/ مَعَ النُّزْهَة).
(^٢) وَللفَائِدَةِ فَقَدْ ذَكَرَهُم د. مُصْطَفَى أَبُوْ زَيْد مَحْمُوْد رَشْوَان فِي آخِرِ كِتَابِهِ "زَوَائِد رِجَالِ سُنَنِ الإِمَامِ الدَّارِمِي" تَحْتَ عِنْوَان: "المُبْهَمَات عَلَى تَرْتِيْبِ الرُّوَاة عَنْهُم".
1 / 11
فِيْهِمَا تَمْيِيْزًا؛ لأَنَّ إِعَادَةَ مَا كُتِبَ وَشَاعْ، وَاشْتَهَرَ وَذَاعْ، يَسْتَلْزِمُ التَّشَاغُل بِغَيْرِ مَا هُوَ أَوْلَى، وَكِتَابَةَ مَا لَمْ يَشْتَهِرْ رُبَّمَا كَانَ أَعْوَدَ مَنْفَعَةً وَأَحْرَى. وَرِجَالُ الكُتُبِ السِّتَّةِ قَدْ جُمِعُوا فِي عِدَّةِ مُصَنَّفات، وَاشْتَهَرَتْ هَذِهِ الكُتُب قَدِيْمًا وَحَدِيْثًا (^١)، وَمِنْ أَعْظَمِ هَذِهِ المُصَنَّفات خِدْمَةً لَهُم كِتَابا الحَافِظ: "التَهْذِيْبُ"، و"تَقْرِيْبُهُ"؛ فَهُمَا قَرِيْبا الوُصُوْل، سَهْلا المَنَال.
٦ - اقْتَصَرْتُ عَلَى التَّرْجَمَةِ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ صَحَابِيًّا، أَمَّا إِنْ كَانَ صَحَابِيًّا؛ فَإِنِّي لا أتَرْجِمُ لَهُ، وَإِنْ كَانَ مِمَّنْ لَمْ يُتَرْجَمْ لَهُ فِي "التَهْذِيْب" وَلا فِي "التَّقْرِيْب"، كـ: ضِرَارِ بْنِ الأَزْوَر الأَسَدِي (^٢).
وَعُبَادَةَ بْنِ قُرْص وَيُقَال: قُرْط اللَّيْثِي (^٣).
وَوَهَبِ بْنِ عُمَيْر القُرَشِي الجُمَحِي (^٤).
وأبُي مُوَيهبة مَوْلَى رَسُوْل الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم (^٥).
وَأَبُي هِنْد الدَّارِي الشَّامِي (^٦).
وَحَيَّة بِنْت أَبِي حَيَّة (^٧).
_________
(^١) "تَعْجِيْل المَنْفَعَة" (١/ ٢٤١).
(^٢) "الإِصَابَة" (٣/ ٣٩٠).
(^٣) "الإِصَابَة" (٣/ ٥٠٨).
(^٤) "الإِصَابَة" (٣/ ٤٩١).
(^٥) "الإِصَابَة" (٧/ ٣٢٤).
(^٦) "الإِصَابَة" (٧/ ٣٦٤).
(^٧) "الإِصَابَة" (٨/ ٩٥).
1 / 12
وَأُمّ كَثِيْر الأَنْصَارِيَّة (^١).
وَذَلِك لِعَدَالَتِهِم جَمِيْعًا؛ وَلاسْتِيْعَاب الحَافِظ ابن حَجَر لَهُم فِي كِتَابِهِ الفَذّ "الإِصَابَة".
٧ - أَعْرَضْتُ عَنِ التَّرْجَمَةِ لِمَنْ ذُكِرَ فِيْهِ عَرَضًا كـ "الصَّلْتِ بْنِ رَاشِد"، وَ"عَبْدِ اللهِ بْنِ الأَهْتَم"، وَ"أَبَي حُرَّة الكِنْدِي".
٨ - قُمْتُ بِبَيَانِ مَنْ أَخْرَجَ لَهُم مِنْ أَصْحَابِ كُتُبِ "إِتْحَاف المَهَرَة"، وَهِي: "مُوَطَّأ مَالِك"، و"مُسْنَد الشَّافِعِي"، و"مُسْنَد أَحْمَد"، و"سُنَن الدَّارِمِي"، و"مُنْتَقى ابن الجارُوْد"، و"صَحِيْح ابن خُزَيْمَة"، و"مُسْتَخْرَج أَبِي عَوَانَة"، و"شَرْح مَعَانِي الآثار" للطَّحَاوِي، و"صَحِيْح ابن حِبَّان"، و"سُنَن الدَّارَقُطْنِي"، و"المُسْتَدْرَك" لأَبِي عَبْد الله الحَاكِم.
وَقَدْ جَعَلْتُ لِكُلِّ مُصَنَّفٍ رُقُوْمًا؛ ليَعْرِفَ النَّاظِرُ إِلَيْهِ عِنْدَ وُقُوعِ نَظَرِهِ عَلَيْهِ مَنْ أَخْرَجَ لَهُ مِنْ هَؤُلاءِ الأَئِمَّةِ، وَفِي أَيِّ كِتَابٍ مِنْ هَذِهِ الكُتُب أَخْرَجُوا لَهُ، وَبَيَانُ هَذِهِ الرُّقُوْم كَما يَأْتِي:
ط: "مُوَطَّأ مَالِك".
ش: "مُسْنَد الشَّافِعِي".
حم: "مُسْنَد أَحْمَد".
مي: "سُنَن الدَّارِمِي".
جا: "مُنْتَقَى ابن الجَارُوْد".
خز: "صَحِيْح ابن خُزَيْمَة".
_________
(^١) "الإِصَابَة" (٨/ ٤٥٥).
1 / 13
عه: "مُسْتَخْرَج أبي عَوانَة".
طح: شَرْح مَعانِي الآثار".
حب: "صحِيْح ابن حِبَّان".
قط: "سُنَن الدَّارَقُطْنِي".
كم: "مُسْتَدْرَك الحاكم" (^١).
٩ - ضَبَطْتُ مَا يُشْكِلُ مِنْ أَسْمَائِهِم، أَوْ أَسْمَاء آبَائِهِم، أَوْ أَجْدَادِهِم بِالحَرَكَات والتَّخْفِيْفِ والتَّشْدِيْدِ، وَبَيَان أَنَّ هَذَا الحَرْفَ بِالمُهْمَلَةِ أَوِ المُعْجَمَةِ وَمَا أَشْبَهَهُ، مَعَ عَزْوِ ذَلِكَ كُلِّهِ إِلَى مَظَانِّهِ المُعْتَمَدة، وَكُتُبِ التَّحْقِيْقِ فِيْهِ.
١٠ - اعْتَنَيْتُ بِبَيَان الإِحَالات، سَوَاءٌ كَانَتْ مِنْ قَبِيْلِ النِّسْبَةِ إِلَى الجَدِّ، أَوْ مِنْ قَبِيْلِ الاخْتِلاف فِي الاسْم.
١١ - بَيَّنْتُ مَا وَقَعَ مِنْ تَصْحِيْفَاتٍ أَوْ تَحْرِيْفَاتٍ لِمَنْ تَرْجَمْتُ لَهُم، سَوَاءٌ كَانَ ذَلِكَ فِي أَسْمَائِهِم، أَوْ فِي أَسْمَاء آبَائِهِم، أَوْ أَجْدَادِهِم، أَوْ فِي أَنْسَابِهِم.
١٢ - التَّعْرِيْفُ بِالنِّسَبِ وَضَبْطُهَا فِي الأَصْلِ بِالحَرَكَاتِ، وَفِي الحَاشِيَةِ بِالحُرُوْفِ؛ فَإِنْ كَانَتْ إِلَى قَبِيْلَةٍ أَوْ حِرْفَة أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ قَدَّمْتُهَا عَلَى النِّسْبَةِ إِلَى بَلَدٍ، فَإِنْ نُسِبَ إِلَى بَلْدَتَيْنِ بَدَأْتُ بِأَعَمِّهِمَا، وَكَذَا إِنْ كَانَتْ إِلَى قَبِيْلَتَيْنِ.
١٣ - بَيَّنْتُ مَا وَقَعَ مِنْ تَصْحِيْفَاتٍ أَوْ تَحْرِيْفَاتٍ لِمَنْ تَرْجَمْتُ لَهُم، سَوَاءٌ كَانَ ذَلِكَ فِي أَسْمَائِهِم، أَوْ فِي أَسْمَاء آبَائِهِم، أَوْ أَجْدَادِهِم، أَوْ فِي أَنْسَابِهِم.
١٤ - قُمْتُ بِتَتَبُّعِ شُيُوْخِهِم وَتَلامِذَتِهِم مِنْ كُتُبِ "إِتْحَاف المَهَرَة" الَّتِي سَبَقَ
_________
(^١) وَهَذَهِ الرُّقُوْم هِي رُقُوْم الحَافِظ لَهُم فِي كِتَابِهِ "إِتْحَاف المَهَرَة"، عَدَا الثَّلاثَة الأُوْلى: "مُوَطَّإِ" مَالِك، و"مُسْنَديِ الشَّافِعِي، وأَحْمَد؛ فَقَدْ ذَكَرَ أَنَّهُ يُفْصِحُ بِذِكْرِهِم عِنْدَ الإِحَالَةِ إِلَيْهِم، وَالله المُوَفِّق.
1 / 14
بَيَانُهَا، وَجَعَلْتُ لَهُم رُقُوْمًا يُعْرَفُ بِهَا فِي أَيِّ كِتَابٍ مِنْ هَذِهِ الكُتُبِ وَقَعَتْ رِوَايَتُهُ عَنْ ذَلِكَ الاسْم المَرْقُوْمِ عَلَيْهِ، وَرُوَاة ذَلِكَ الاسْم المَرْقُوْمِ عَلَيْهِ عَنْهُ.
١٥ - حَرَصْتُ عَلَى ذِكْرِ كُلِّ مَنْ وَقَفْتُ عَلَيْهِ مِنْ شُيُوْخِ وَتَلامِذَةِ المُتَرْجَمِ لَهُ، مِنْ جَمِيْعِ مَصَادِرِ تَرْجَمَتِهِ، وَمِنْ بُطُوْنِ الكُتُبِ المُسْنَدَةِ كَالمَسَانِيْد، وَالجَوَامِعِ، وَالأَجْزَاء وَالفَوَائِد، وَالمَعَاجِمِ وَالمَشْيَخَاتِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، مُوَثِّقَا ذَلِكَ فِي الحَاشِيَةِ، وَمُرَتِّبًا إِيَّاهُم عَلَى حُرُوْفِ المُعْجَمِ؛ لِتَسْهُلَ الاسْتِفَادَة مِنْهُم.
١٦ - حَرَصْتُ عَلَى نَقْلِ جَمِيْعِ مَا ذُكِرَ فِي تَرْجَمَةِ المُتَرْجَمِ لَهُ مِنْ مَدْحٍ وقَدْحٍ، بَلْ رُبَّمَا ذَكَرْتُ بَعْضَ الحِكَايَات وَالأَشْعَارِ مِنْ بَابِ التَّرْوِيْح عَلَى النَّاظِرِ فِي الكِتَاب.
١٧ - رَاعَيْتُ فِيْما أَنْقُلُهُ مِنْ أَقْوَالٍ لِأَئِمَّةِ الجَرْح والتَّعْدِيْل التَّرْتِيْبَ الزَّمَنِي لَهُم.
١٨ - حَرَصْتُ عَلَى النَّقْلِ مِنَ المَصَادِرِ الأَصْلِيَّةِ، إِلا فِي حَالَةِ تَعَذُّرِ الوُقُوْفِ عَلَيْهَا: إِمَّا لِفُقْدَانِهَا، أَوْ لِكَوْنِهَا فِي عِدَادِ المَخْطُوْطِ الَّذِي لَمْ تَطَلْهُ يَدِي.
١٩ - حَرَصْتُ عَلَى ذِكْرِ التَّوْثِيْقِ الضِّمْنِي لَهُم مَا أَمْكَن. قال شَيْخُنَا الأُسْتَاذ المُحَدِّث أَحْمَد بن مِعْبَد بن عَبْد الكَرِيْم -حَفِظَهُ الله تَعَالَى-: "وَهَذَا صَنِيْعٌ مُفِيْدٌ، قَدْ لا يَلْتَفِتُ إِلَيْهِ بَعْضُ المُشْتَغِلِيْن بِدارَسَةِ الأَسَانِيْد، وَتَحْدِيْد أَحْوَال الرُّوَاة، وَبِخَاصَّة المُتَأَخِّرِيْن عَنْ سَنَة ٣٠٠ هـ، رَغْم أَنَّ هَذَا مُتَّفِقٌ مَعَ القَوَاعِد النَّقْدِيَّة لِبَيَان أَحْوَال الرُّوَاة". اهـ (^١). وَقَدْ نَقَلْتُ شَيْئًا مِمَّا يُؤَيِّدُ ذَلِكَ مِنْ كَلامِ أَهْلِ العِلْمِ فِي مُقَدِّمَةِ الكِتَاب الأَوَّل: "غُنْيَة السَّالِك بِتَراجِمِ رِجَالِ مُوَطَّإِ مَالِك"، فَرَاجِعْهُ إِنْ شِئْت.
_________
(^١) انْظُرْ مُقَدِّمَتَهُ لِكِتَابِنَا: "السَّلْسَبِيْل النَّقِي" (ص: ٩).
1 / 15
٢٠ - قُمْتُ بِالتَّعْرِيْفِ بِمَكَانَةِ وَمَنْزِلَةِ بَعْضِ أَئِمَّةِ الجَرْحِ وَالتَّعْدِيْل، الَّذِيْنَ نَقَلْتُ بَعْضَ أَقْوَالِهم، عَلَى سَبِيْلِ الاخْتِصَار، مُرْجِئًا تَطْوِيْلَ ذَلِكَ إِلَى كِتَابِنَا "تَيْسِيْر السَّبِيْل إِلَى تَرَاجِمِ أَئِمَّة أَهْلِ الجَرْحِ وَالتَّعْدِيْل" يَسّرَ اللهُ إِتْمَامَهُ بِخَيْرٍ حَال.
٢١ - الاعْتِنَاءُ بِتَوْضِيْحِ بَعْضِ المُصْطَلَحَات، وَشَرْح بَعْض العِبَارَات الَّتِي تَحْتَاجُ إِلَى ذَلِك.
٢٢ - التَّعْرِيْفُ بِمَا لَمْ يُطْبَعْ مِنْ كُتُبِ أَئِمَّةِ الجَرْح وَالتَعْدِيْل الَّتِي نَقَلْتُ عَنْهَا بِوَاسِطَةٍ، سَوَاءٌ كَان الكِتَاب مَخْطُوْطًا لَمْ تَطَلْهُ يَدِي، أَوْ مَفْقُوْدًا، لِمَا فِي مَعْرِفَةِ ذَلِكَ مِنْ فَوَائِدَ لا تَخْفَى. أَمَّا إِنْ كَان مَطْبُوْعًا، أَوْ مَخْطُوْطًا ظَفِرْتُ بِنُسْخَةٍ مِنْهُ فَإِنِّي لا أُعَرِّفُ بِهِ، مُكْتَفِيًا فِي ذَلِكَ بِمَا ذَكَرْتُهُ فِي فِهْرِس المَصَادِر.
٢٣ - حَرَصْتُ عَلَى بَيَانِ مَنْ أَخْرَجَ لَهُم مِمَّنِ الْتَزَمَ فِي كِتَابِهِ الصِّحَّةَ، وَالنَّقَاوَةَ كَابْنِ الجَارُوْد فِي "المُنْتَقَى"، وَابْنِ خُزَيْمَة فِي "صَحِيْحِه"، وَأَبِي عَوَانة فِي "مُسْتَخْرَجِه"، وَابْنِ حِبَّان فِي "صَحِيْحِه"، وَالحَاكِم فِي "مُسْتَدْرَكِه"، وَضيَاء الدِّيْن مُحَمَّد بن عَبْد الوَاحِد المَقْدِسِي فِي "المُخْتَارَة"؛ فَإِنَّ ذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ هَذَا الرَّاوِي المُخَرَّج لَهُ عِنْدَ مَنْ خَرَّجَ لَهُ مَقْبُوْلٌ، وَقَدْ نَقَلْتُ شَيْئًا مِمَّا يُؤَيِّدُ ذَلِكَ مِنْ كَلامِ أَهْلِ العِلْمِ فِي مُقَدِّمَةِ الكِتَاب الأَوَّل: "غُنْيَة السَّالِك بِتَراجِمِ رِجَالِ مُوَطَّإِ مَالِك"، فَرَاجِعْهُ إِنْ شِئْت.
٢٤ - الاعْتِنَاءُ بِذِكْرِ وَفَيَات المُتَرْجَمِ لَهُم، وَجَعْلُ ذَلِكَ تَحْتَ عِنْوَان بَارِز.
٢٥ - التَّنْبِيْهُ عَلَى مَا فَات مَنْ سَبَقَنِي مِمَّا هُوَ عَلَى شَرْطِهِ، مَعَ الْتِمَاسِ العُذْر لَهُم مَا أَمْكَن.
1 / 16
٢٦ - التَّنْبِيْهُ عَلَى مَا وَقَعَ فِي هَذِهِ التَّرَاجِمِ مِنْ خَلْطٍ وَاشْتِبَاهٍ، وَأَغْلاطٍ وَأَوْهَامٍ عَلَى البَعْضِ؛ خَوْفًا مِنْ أَنْ يَنْظُرَهُ أَحَدٌ مِمَّن لَيْسَ لَهُ نَصِيْبًا فِي هَذِهِ الفُنُوْنِ، فَيَقَعَ الخَطَإِ وَسَيِّئ الظُّنُوْن. ولا يَظُنَّ أَحَدٌ أَنَّ هَذَا مِنْ بَابِ التَّحْقِيْرِ مِنْ شَأْنِهِم، وَكَشْفِ نِسْيَانِهِم؛ فَإِنِّي مِنْ بِحَارِ عِلْمِهِم مُغْتَرِف، وَبِفَضْلِهِم مُعْتَرِف.
٢٧ - ذَكَرْتُ بَعْضَ مَا ظَفِرْتُ بِهِ مِنْ عِبَارَاتٍ لِبَعْضِ البَاحِثِيْن وَالمُحَقِّقِيْن مِنْ عَدَمِ العُثُوْرِ عَلَى تَرْجَمَةٍ لِبَعْضِ هَؤُلاءِ الرُّوَاة، وَلَيْسَ ذَلِكَ مِنْ بَابِ الغَمْزِ لَهُمْ، حَاشَا وَكَلا؛ فَمِنْهُم اسْتَفَدْنَا، وَمِنْ عِلْمِهِم نَهَلْنَا.
٢٨ - قُمْتُ بِذِكْرِ عَدَدِ مَرْوِيَّاتِهِم الَّتِي رَوَاهَا عَنْهُم الإِمَام الدَّارِمِي، وَجَعَلْتُ لِذَلِكَ عِنْوَانًا بَارِزًا.
٢٩ - الاعْتِنَاء بَتَوْثِيْقِ ذَلِكَ مِنْ كِتَابِ "السُّنَن"، وَذَلِكَ بِذِكْرِ الجُزْءِ وَالصَّفْحَةِ وَالرَّقْمِ، وَالكِتَابِ وَالبَاب.
٣٠ - قُمْتُ بِتَخْرِيْجِ جَمِيْعِ مَرْوِيَّاتِهِم مِنْ كِتَاب "إِتْحَاف المَهَرَة"، مَعَ التَّنْبِيْهِ عَلَى مَا فَات الحَافِظ رَحِمَهُ الله تَعَالَى، مِمَّا هُوَ عَلَى شَرْطِهِ فِيْهِ، -مِنْ ذِكْرِ جَمِيْعِ مَرْوِيَّات "سُنَن الدَّارِمِي"-، وَالإِشَارَة إِلَى مَا تَمَّ اسْتِدْرَاكُهُ عَلَيْهِ مِنْ قِبَلِ بَعْضِ مُحَقِّقِي الكِتَاب؛ جَزَاهُم الله خَيْرًا! .
٣١ - حَرَصْتُ -فِي غَالِب الأَحْيَان- عَلَى ذِكْرِ مَنْ تَابَعَهُم عَلَى مَرْوِّياتِهِم هَذِهِ، مَعَ ذِكْرِ المَصْدِر الَّذِي أَخَذْتُ مِنْهُ تِلْكَ المُتَابَعَة.
٣٢ - قُمْتُ بِتَلْخِيْصِ الحُكْمِ عَلَى المُتَرْجَمِ لَهُ، وَلا يَخْفَى فَائِدَة ذَلِك؛ فَالنَّاسُ لَيْسُوا فِي مَرْتَبَةٍ وَاحِدَةٍ؛ بِحَيْثُ يَسْتَطِيْعُ الجَمِيْعُ القِيَام بِذَلِك، وَكَمْ نَفَعَ الله
1 / 17
بِمِثْلِ هَذِهِ الطَّرِيْقَةِ، وَلا أَدَل عَلَى ذَلِكَ مِمَّا قَامَ بِهِ الحَافِظ -رَحِمَهُ الله تَعَالَى- فِي كِتَابِهِ "تَقْرِيْب التَّهْذِيْب"، وَقَبْلَهُ الحَافِظ الذَّهَبِي فِي "الكَاشِف"، وَبَعْدَهُمَا شَيْخُنَا الفَاضِل أَبُو الحَسَن السُّلَيْمَانِي -حَفِظَهُ الله تَعَالَى- عَلَى الأَعْدَادِ الخَمْسَة مِنَ المَجْمُوْعَةِ الأُوْلَى مِنْ هَذِهِ السِّلْسِلَة المُبَارَكَة؛ فَجَزَاهُم الله خَيْرَ الجَزَاء.
٣٣ - ذَكَرْتُ المَصَادِر الَّتي تُرْجِمَ لَهُ فِيْهَا، حَسْب تَارِيْخ وَفَاة أَصْحَابِهَا، إِلا مَا كَانَ مِنْ كِتَابٍ لَهُ "مُخْتَصَرَات"، أَوْ "تَهْذِيْبَات"، وَنَحْو ذَلِكَ عَلَيْهِ؛ فَإِنِّي أَذْكُرُهُ عَقِبَهُ، كَمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فِي "مُخْتَصَر"، و"تَهْذِيْب"، "تَارِيْخ ابن عَسَاكِر"، و"زُبْدَة تَعْجِيْل المَنْفَعَة".
٣٤ - وَقَدْ أَعْزُو فِي أَثْنَاءِ التَّوْثِيْق إِلَى أَكْثَرَ مِنْ طَبْعَةٍ للكِتَابِ الوَاحِد؛ لِمَزِيَّةٍ فِي إحدهما لا تُوْجَدُ فِي الأُخْرَى.
٣٥ - اكْتَفَيْتُ فِي تَوْثِيْقِ مَا نَقلْتُهُ مِنْ كَلامٍ فِي المُتَرْجَم لَهُ بِإِحَالَتِي عَلَى مَصَادِرِ تَرْجَمَتِهِ إِنْ كَانَ فِيْهَا، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيْهَا وَثَّقْتُ ذَلِكَ عِنْدَ ذِكْرِي لَهُ.
وَأَمَّا عَنْ صِيَاغَةِ التَّرْجَمَة فَقَدْ سَلَكْتُ فِي ذَلِكَ مَا سَلَكْتُهُ فِي الكِتَاب الأَوَّل مِنْ هَذِهِ المَجْمُوْعَةِ: "غُنْيَةُ السَّالِك بِتَرَاجِم رِجَال مُوَطَّإِ مَالِك". وَالله أَسْأَل التَّوْفِيْقَ وَالسَّدَاد.
* * *
1 / 18
"الجَوَاهِرُ الحِسَان مِنْ تَرْجَمَةِ الدَّارِمِي عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَن"
الفَصْل الأَوَّل: سِيْرَتُهُ الشَّخْصِيَّة
المَبْحَثُ الأَوَّل: هُوِيّتُهُ:
١ - اسْمُهُ وَنَسَبُهُ، وَكُنْيَتُهُ، وَنِسْبَتُهُ:
هُوَ عَبْدُ الله بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الفَضْل بْنِ بَهْرَام بْنِ عَبْدِ الصَّمَد، أَبُوْ مُحَمَّد، الدَّرامِيُّ (^١) التَّمِيْمِيُّ، السَّمَرْقَنْدِيُّ (¬٢).
٢ - تَاريْخ وِلادَتِهِ:
وُلِدَ بسَمَرْقَنْد سَنَة إِحْدَى وَثَمَانِيْن وَمِائَة.
قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيم الوَرَّاق سَمِعْتُ: عَبْدَ الله بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُوْلُ: "وُلِدتُ فِي سَنَةِ مَاتَ ابْنُ المُبَارَك سَنَة إِحْدَى وَثَمَانِيْنِ وَمِائِة" (^٣).
_________
(^١) بِفَتْحِ الدَّال المُهْمَلَة، وَكَسْر الرَّاء، نِسْبَةٌ إِلَى بَنِي دَارِم، وَهُوَ دَارِمُ بْنُ مَالِك بْنِ حَنْظَلَة بْنِ زَيْدِ مَنَاة بْنِ تَمِيْم بْنِ مُرّ بْنِ أُدّ بْنِ طَابِخَة بْنِ قُصيَ بْنِ كِلاب بْنِ مُرَّة. "القَنْد" (ص: ١٧٢)، "الأَنْسَاب" (٥/ ٢٤٩)، هَكَذَا ذَكَرَ كُلَّ مَنْ تَرْجَمَ لَهُ أَنَّهُ دَارِمِيٌّ مِنْ أَنْفُسِهِم، وَذَهَبَ يَحْيىَ بْنُ بَدْرِ السَّمَرْقَنْدِي كَمَا فِي "إِكْمَالِ" مُغْلَطَاي (٨/ ٣٢): إِلَى أَنَّهُ مَوْلَى لَهُم.
(^٢) بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَثَانِيْهِ، "مُعْجَم البُلْدَان" (٣/ ٢٧٩).
وَتَقَعُ عَلَى نَحْوٍ مِنْ مِائَةٍ وَخَمْسِيْنَ مِيْلًا شَرْق بُخَارَى، وَهي اليَّوْم فِي جُمْهُوْرِيَّة أُزْبَكِسْتَان، وَكَانَتْ عَاصِمَة إمبراطورية تيمور لنك. "أَطْلَس تَارِيْخ الإِسْلام" (ص: ٤٠٥)، "بُلْدَان الخِلافَة الشَّرْقِيَّة" (ص: ٥٠٦).
(^٣) "تَارِيْخ بَغْدَاد" (١٠/ ٣٠).
1 / 19
وَقَالَ نَجْمُ الدِّيْن عُمَر بْنُ مُحَمَّد النَّسَفِي: فِي "القَنْد" (^١): "فِي السَّنَةِ الَّتِي مَاتَ فِيْهَا ابْنُ المُبَارَك، وَهِي سَنَة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْن وَمِائَة".
٣ - سَمِيُّهُ:
قَالَ نَجْمُ الدِّيْن عُمَر بْنُ مُحَمَّد النَّسَفِي: فِي "القَنْد" (^٢): "وُلِدَ لَيْلَة قَدِمَ عَبْدُ الله بْنِ حُمَيْد سَمَرْقَنْد وَالِيًا؛ وَبِهِ سُمِّى عَبْدَ اللهِ".
٤ - أُسْرَتُه:
لَمْ تُتْحِفْنَا المَصَادِرُ المَوْجُوْدَة لَدَيْنَا عَنْ أُسْرَتِهِ، وَقَرَابَتِهِ بِشَئٍ سِوَى أَنَّهَا ذَكَرَتْ خَالَهُ، وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَة السَّمَرْقَنْدي (^٣).
٥ - طَبَقَتُهُ:
ذَكَرَهُ الذَّهَبِي فِي "التَّذْكِرَة" (^٤) فِي الطَّبَقَةِ التَّاسِعَة، وَفِي "تَارِيْخ الإِسْلام" (^٥) فِي الطَّبَقَةِ السَّادِسَةِ وَالعِشْرِيْن، وَفِي "المُعِيْن فِي طَبَقَاتِ المُحَدِّثِيْن" (^٦) فِي التَّاسِعَة.
وَذَكَرَهُ ابْنُ نَاصِر الدِّيْنِ الدِّمَشْقِي فِي "بَدِيْعَةِ البَيَان" (^٧) فِي الطَّبَقَةِ التَّاسِعَة.
_________
(^١) (ص: ١٧٣).
(^٢) (ص: ١٧٣).
(^٣) "القَنْد" (برقم: ٥٥: تَرْجَمَة إِسمَاعِيْل بْنِ مَخْلَد البَرَّاد)، "تَهْذِيْب الكَمَال" (٢٥/ ٥٣١).
(^٤) (٢/ ٥٣٤).
(^٥) (١٩/ ١٧٩).
(^٦) (برقم: ١٠٩٨).
(^٧) (ص: ١٠٣).
1 / 20