153

Economía en la creencia

الاقتصاد في الاعتقاد

Editor

أحمد بن عطية بن علي الغامدي

Editorial

مكتبة العلوم والحكم،المدينة المنورة

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤١٤هـ/١٩٩٣م

Ubicación del editor

المملكة العربية السعودية

........................................................

هل ما اختاره المصنف هنا وعزاه إلى الإمام أحمد هو القول الراجح أم غيره؟ يقول الإمام أبو بكر ابن خزيمة ﵀: أهل قبلتنا من الصحابة والتابعات والتابعين، ومن بعدهم إلى من شاهدنا من العلماء من أهل عصرنا، لم يختلفوا، ولم يشكوا، ولم يرتابوا أن جميع المؤمنين يرون خالقهم يوم القيامة عيانًا، وإنما اختلف العلماء هل رأى النبي ﷺ خالقه ﷿ قبل نزول المنية؟ التوحيد ص٢٢١.
أقول: كان هذا الاختلاف الذي يشير إليه الإمام ابن خزيمة على قولين:
١ - أن الرسول ﷺ رأى ربه بعيني رأسه في الدنيا، وهو رأي ابن عباس وأنس وعكرمة وغيرهم، وبه قال أبو الحسن الأشعري وجملة من أصحابه.
٢ - أنه ﷺ لم يره بعينه مع القول بإمكان الرؤية بدليل سؤال موسى الله تعالى أن يريه ذاته سبحانه، ولكنه لم يره لامتناعها في الدنيا. وممن قال بالمنع عائشة ﵂، وشددت النكير على أصحاب القول الأول، وهو المشهور عن ابن مسعود وأبي هريرة، وقال بذلك أيضًا جماعة من المحدثين والفقهاء والمتكلمين.
انظر: الشفا للقاضي عياض ١/٢٥٧-٢٦١.
إلا أن الصحيح الذي تدل عليه الأدلة أن الرسول ﷺ لم ير ربه بعيني رأسه في الدنيا، كما في حديث أبي ذر ﵁ عند مسلم، وفيه يقول أبو ذر ﵁: سألت رسول الله ﷺ: هل رأيت ربك؟ فقال: " نور أنى أراه "، مسلم، كتاب الإيمان، باب «باب في قوله ﵇: " نور أنى أراه "» ح «٢٩١» ١/١٦١. وقد قال الله سبحانه: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا

1 / 160