فقوله سبحانه: ﴿فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ﴾ [التوبة: ٦٩] إشارة إلى اتباع الشهوات، وهو داء العصاة، وقوله: ﴿وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا﴾ [التوبة: ٦٩] إشارة إلى اتباع الشبهات، وهو داء المبتدعة وأهل الأهواء والخصومات، وكثيرا ما يجتمعان، فقلّ من تجد (١) في اعتقاده فسادا إلا وهو يظهر (٢) في عمله.
وقد دلت الآية على أن الذين كانوا من (٣) قبل استمتعوا وخاضوا، وهؤلاء فعلوا مثل أولئك.
ثم قوله: ﴿فَاسْتَمْتَعْتُمْ﴾ [التوبة: ٦٩] و﴿وَخُضْتُمْ﴾ [التوبة: ٦٩] خبر عن وقوع ذلك في الماضي وهو ذم لمن يفعله، إلى يوم القيامة، كسائر ما أخبر الله به عن الكفار (٤) والمنافقين، عند مبعث (٥) محمد ﷺ، فإنه ذم لمن (٦) حاله كحالهم إلى يوم القيامة، وقد يكون خبرا عن أمر دائم (٧) مستمر؛ لأنه - وإن كان بضمير الخطاب - فهو كالضمائر (٨) في نحو قوله: (اعْبُدُوا) (٩) و(اغْسِلُوا) (١٠)
و