ويسأل عَمَّن كان للناس مرشدًا ... وبالعلم وبالإصلاح للناس قَدْ سَمَا
وقد عاش دهرًا ثم مات ولم يكن ... إلى البيت ممن قد أهَلَّ وأَحْرَما
وقد كان فيما قبل يرحل دائمًا ... إلى أيِّ أرضٍ شآءها متيمِّما
فما السبب الداعي إلى ترك حَجَّةٍ ... وقد كان ذا علمٍ وكان مُعلما
كذلك عن حال الملوكِ ونحوِهم ... من الوزراء ممن عسى أن يُعَظَّما
وكالأغنياء المترفين وغيرِهم ... من الناس ممن ليس قد كان مُعْدِما
ونحن نرى الحجّاجَ من كل وجهةٍ ... سواهم فما عُذْرُ الذي كان أجْرَما
وما السِّرُّ في تركِ الملوك وغيرهِم ... من الأغنياء للحج فَرْضًا
وما القصدُ في هذا لِمَنْ كان قادرًا ... على الحجِّ ممن قد أساءَ وأجرما
فهذا اعتراضُ الفَدْمِ للشرعِ بالذي ... تخيَّله في عقله وتوهّما
ودونك في المنثور ما قد أجبته ... وقد كان حقًا أن يُهَاضَ ويُهْضَمَا
1 / 66