وقال ﷺ: "تركتكم على البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك" ١.
وقال ﷺ: "ما تركت من شيء يقربكم إلى الجنة إلا وقد حدثتكم به، ولا من شيء يبعدكم
من النار إلا وقد حدثتكم به" ٢.
فإذا تبين لك هذا عرفت أن منشأ ضلال هؤلاء الزنادقة هو الإعراض عن كتاب الله، وسنة رسوله، وكلام أئمة أهل الإسلام الذين هم أعلام الهدى، ومصابيح الدجى، وتَعَوَّضُوا عن ذلك بالإكباب على مطالعة كتب زنادقة هذه الأمة وملاحدتها، وما تلقوه
_________
١ أخرجه أصحاب السنن من حديث العرباض بن سارية – المشهور – بلفظ المؤلف: "تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك" وتقدم تخريجه أيضًا في الرسالة الثانية.
أخرجه ابن ماجه عن أبي الدرداء بلفظ: لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها ونهارها سواء. وإسناده لا بأس به. تقدم الكلام عليه في الرسالة الثانية.
٢ قال الهيثمي في مجمع الزوائد ٨/٢٦٣ – ٢٦٤: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، غير محمد بن عبد الله بن يزيد المقري، وهو ثقة ا؟.
ولفظ المؤلف بمعنى لفظ الطبراني.
وأخرجه عبد الزراق في المصنف – باب القدر – ١١/١٢٥ عن معمر عن عمران صاحب له قال: إن رسول الله ﷺ قال: "ما تركت شيئا يقربكم من الجنة ويباعدكم عن النار إلا قد بينته لكم.....".
وقد أخرجه مسلم في صحيحه – كتاب الإمارة – عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا: "إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، ويحذرهم من شرِّ ما يعلمه لهم...." الحديث.
1 / 10