فالواجب على المسلم أن يتباعد عن هذا الضرب من الناس كل التباعد، وأن يظهر عداوتهم ومقتهم، والبراءة منهم، وأن ينشر في العالمين خزيهم وضلالهم، ليعلم الناس حقيقة ما هم عليه من الزندقة، وصريح السفسطة والمخْرَقَة، وأنّ سؤالهم ليس عن جهل بحقيقة الأمر المسؤول عنه، لأنه قد كان من المعلوم أنه من الأمور الضرورية التي لا تخفى على آحاد البرية، أو أن ذلك من المسائل الخفية، فَيُقَالُ لأجل ذلك عِثارهم، ويقبلُ اعتذارهم، فقد تلألأ الحق واستبان لأهل العقول السليمة، والألباب المستقيمة.
تلألأ نور الحق في الخلق ِ واستما ... وبان لمن بالحقِّ قد كان مُغْرَما
محاسنُ ما يدعو إليه محمدٌ ... نبيُّ الهدى من كان بالله أعلما
من الدين والتوحيد والنورِ والهدى ... فليس بها لَبْسٌ على من تجشّما
وسار إلى أعلامها متيممًا ... على المنهجِ الأسنى الذي كان أَقْوَمَا
ومستيقنًا بل مؤمنًا ومصدقًا ... بأن رسولَ اللهِ قد كان أَحْكَما
وأَعْلمُ بالحق الذي قد أتي به ... عن الله إذ قد كان لا شك قَيِّما
1 / 60