Introduction to Quranic Interpretation and Sciences
مدخل إلى تفسير القرآن وعلومه
Editorial
دار القلم / دار الشاميه
Número de edición
الثانية
Año de publicación
١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م
Ubicación del editor
دمشق / بيروت
Géneros
وفي وسعنا أن نفهم هذه النقطة في ضوء سائر النقاط التي نوردها في هذا الجانب. أو بعبارة أخرى: علينا أن نلاحظ اجتماع هذه النقاط- وغيرها كثير- في الموقف الواحد، والحالة الواحدة.
(ج) وكم مرة نزل عليه الوحي بغير ما يحبه ويميل إليه .. وربّما خطّأه تارة، وتلقاه بشيء من العتاب أو التحذير تارة أخرى! قال تعالى: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١) [سورة التحريم، الآية ١].
عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكاذِبِينَ (٤٣) [سورة التوبة، الآية ٤٣].
وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ [سورة الأحزاب، الآية ٣٧].
ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٦٧) لَوْلا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (٦٨) [سورة الأنفال، الآيات ٦٧ - ٦٨].
وقال تعالى: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ (٦٥) [سورة الزمر، الآية ٦٥].
وقال تعالى: وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ (٤٤) لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (٤٥) ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ (٤٦) فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ (٤٧) [سورة الحاقة، الآيات ٤٤ - ٤٧].
وعزّ وجه النبيّ الكريم، وتنزّه مقامه عن أن يتقوّل على الله ... وهو الذي لم يكن يكذب على الناس، ولكنه الإعلام الإلهي القاطع في أن النبيّ ﷺ متلق عن الله لا متقول عليه!
(د) يضاف إلى ذلك- كما هو واضح من هذه الآيات- أن القرآن الكريم يتحدث عن محمد ﷺ بصيغة المخاطب، أو الغائب، ويناديه بوصف النبوة
1 / 76