229

المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي

المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي

Editorial

مكتبة الخانجي بالقاهرة

Número de edición

الثالثة ١٤١٧هـ

Año de publicación

١٩٩٧م

Géneros

بين اللفظة والعلامة، للتوكيد وحرصا على البيان، فقالوا: كبش ونعجة، وبلد ومدينة"١. ومثل ذلك يلاحظ في اللغات الهندوأوربية كذلك، ففي الإنجليزية مثلا: son "ابن" في مقابل: daughter "ابنة"، وكذلك brother "أخ" في مقابل: sister "أخت". ومثل ذلك في الألمانية: Sohn "ابن" في مقابل: Tochter "ابنة" وكذلك Bruder "أخ" في مقابل:Schweser "أخت".. وهكذا. غير أن هناك أشياء لا صلة لها بالجنس الحقيقي على وجه الإطلاق، مثل الجمادات كالحجر والجبل، والمعاني كالعدل والكرم، وغير ذلك، فمثل هذه الأمور لا يلحظ فيها تذكير ولا تأنيث، بالمدلول الحقيقي الطبيعي لهاتين الكلمتين. وكان ذلك -فيما يبدو- هو السبب الذي جعل بعض اللغات تقسم الأسماء الموجودة فيها إلى ثلاثة أقسام: مذكر ومؤنث، وقسم ثالث هو ما يسمى في اللغات الهندوأوربية بالمحايد "Neuter"، وهو في الأصل ما ليس مذكرا ولا مؤنثا. ولكن اللغات البشرية، لم تسر كلها هذا الشوط على نمط واحد، فقد وزعت اللغات السامية مثلا، أسماء القسم الثالث، وهو المحايد، على القسمين الآخرين، وصارت الأسماء فيها إما مذكرة وإما مؤنثة. ويقول المستشرق "رايت" W. Wright: "اعتبر خيال الساميين النشيط كل الأشياء -حتى تلك التي لا حياة فيها- ذات حياة وشخصية"٢.

١ انظر: الأشباه والنظائر للسيوطي ١/ ٣١. ٢ Lectures on the Comparative Grammar ١٣١.

1 / 252