182

التمهيد لشرح كتاب التوحيد

التمهيد لشرح كتاب التوحيد

Editorial

دار التوحيد

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٤هـ - ٢٠٠٣م

Géneros

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ــ [التمهيد لشرح كتاب التوحيد] وأما المَيْت - الذي هو في البرزخ - فهو الذي يصْدُق عليه وصف الله - جل وعلا - بقوله: ﴿مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾ [الأحقاف: ٥] والأصل في اللغة: أن لفظ (مَنْ) تُستعمل للعقلاء - كما يقول النحاة - والأصح: أن يقال: لفظ (مَنْ) الأصل فيها لغة: أنها تطلق على من يعلم، لورود بعض الآيات في القرآن أطلق فيها هذا اللفظ في حق الله ﷿ هذا الأحسن من حيث استعمال هذا اللفظ، وإن كان الذي جرى عليه القول عند علماء النحو: استعمال (مَنْ) للعاقل، و(ما) لغير العاقل. فتلخص مما سبق: أن الأصح في استعمال (مَن) أنها: لمن يعلم، وهؤلاء المذكورون في الآية: كانوا بشرا يخاطِبون ويخاطَبون، ويعلمون ويُعلَم منهم. وقوله: ﴿إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ﴾ [الأحقاف: ٥] هذا الوصف ليس مقصودا به الأصنام، وإنما هو في الأموات. ثم قال تعالى: ﴿وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ﴾ [الأحقاف: ٦] [الأحقاف: ٦] ولذلك قال جل وعلا في سورة النحل ﴿أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ - إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾ [النحل: ٢١ - ٢٢] [النحل: ٢١ - ٢٢] . قال: (وقوله: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ﴾ [النمل: ٦٢] [النمل: ٦٢])

1 / 186