بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
الحمد لله وحده
قال الشيخ الإمام الأوحد جمال الدين، مبطل حجج الزائغين، يحيى بن أبي الخير بن أسعد العِمْراني اليماني - قدس الله روحه - الحمد لله خالق الأشياء ومحكمها وموجد البرايا ومعدمها، وناقض العزائم ومبرمها، ولا شريك له في الخلق والتصوير، ولا شبه له في الفعل والتقدير، وسابق الأشياء في القدم، المنزه عن الخرس والصمم، وهادي المهتدين بفضله، وخاذل الضالين بعدله، والعالم بكل مظهر ومكنون، الذي إذا أراد شيئا قال له كن فيكون، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، الواحد الملك التواب غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب، الموصوف بأكمل الصفات، المتعالي عن الوصف بالآفات. أحمده على إفضاله وإنعامه، وأشكره على نواله وإلهامه.
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله للحق داعيا، وإلى الجنة هاديا، ختم به النبيين وأنزل عليه قوله الحق المبين، وجعله معجزة له في الأولين والآخرين، وشفى به صدور المؤمنين وجعله حجة على الضالين، فقال تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ (^١).
صلى الله عليه وعلى أهل بيته الأكرمين، وعلى صحابته وخلفائه الراشدين وسلم وكرم وشرف وعظم، وبعد.
فانتهى إليّ العلم بأنه قدم إلى قرية إبّ (^٢) رجل من ولاة القضاء بصنعاء ينتحل مذهب الزيدية والقدرية، لقبه أهله شمس الدين (^٣). فأظهر القول
_________
(^١) سورة الإسراء آية (٨٢).
(^٢) إبّ: بفتح الهمزة وكسرها وهو الأشهر وتشديد الباء، من قرى ذي جبلة باليمن تقع جنوب العاصمة بنحو (١٤٠) كم وهي عاصمة اللواء الأخضر في منطقة زراعية خصبة تقع على سفح جبل يقال له (ريمان). انظر: معجم البلدان ١/ ٦٤، معجم المدن والقبائل اليمنية ص ٥.
(^٣) هو القاضي: جعفر بن أحمد بن عبد السلام تقدمت ترجمته في قسم الدراسة عند ذكر سبب تأليف الكتاب.
1 / 89