ولما وصل الفقيه زيد بن عبد الله اليفاعي سنة (٥١٢ هـ) إلى الجند (^١) قادما من مكة جاءه جماعة من الفقهاء ومن ضمنهم الشيخ العمراني فقرأ عليه (النكت) وهو في المسائل المختلف فيها بين الإمامين الشافعي وأبي حنيفة تصنيف أبي إسحاق الشيرازي، كما سمع (المنهاج) للقاضي أبي الطيب الطبري ودرس كتاب (التعليق في الخلاف) للشيخ أبي إسحاق و(التبصرة في أصول الدين) لأبي الفتوح مرة أخرى وكتبًا أخرى، وبقي عند الشيخ اليفاعي إلى أن توفي سنة (٥١٤ هـ) (^٢) فانتقل إلى سهفنة (^٣) فأخذ عن القاضي مسلم بن أبي بكر بن أحمد الصعبي كتاب (الحروف السبعة في الرد على المعتزلة وغيرهم من أهل الزيغ والبدعة) للشيخ حسين بن جعفر المراغي (^٤).
ثم انتقل إلى ذي أشرق (^٥) سنة (٥١٧ هـ) فسمع (الجامع للسنن) للترمذي على الشيخ سالم بن عبد الله بن محمد بن سالم بن عبد الله.
كما طالع بذي أشرق شروح المزني وكتبا أخرى (كالمجموع) للمحاملي و(الشامل) لابن الصباغ وكتاب (الفروع) لسليم و(شرح المولدات) للقاضي أبي الطيب و(العدة) للقاضي حسين بن علي الطبري.
وقد حج ﵀ وزار مسجد النبي ﷺ وقبر النبي ﷺ في المدينة سنة (٥٢١ هـ).
ولقي في مكة الفقيه الواعظ محمد بن أحمد العثماني الديباجي فتناظرا
_________
(^١) الجند: بفتح الجيم والنون بلدة تقع بالشرق الشمالي من مدينة تعز وبها أول مسجد بني في اليمن وهي اليوم بليدة صغيرة. انظر: المرجع السابق ص ٩٥.
(^٢) طبقات فقهاء اليمن ص ١٥٢ - ١٥٣.
(^٣) سفهنه: هي قرية شمال الجند بالقرب من القاعدة على الطريق منها إلى ذى السفال. معجم المدن اليمنية ص ٢١٨.
(^٤) طبقات فقهاء اليمن ص ١٢٤.
(^٥) ذي أشرق بلدة أثرية في سفح جبل التعكر بالجنوب الغربي من إب المرجع السابق ص ٢٤.
1 / 15