54

Intisar Ashab Hadith

الانتصار لأصحاب الحديث

Investigador

محمد بن حسين بن حسن الجيزاني

Editorial

مكتبة أضواء المنار

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤١٧هـ - ١٩٩٦م

Ubicación del editor

السعودية

أَنه عطار وَإِذا رَأَيْت بَين يَدَيْهِ الْكِير والسندان والمطرقة علمت أَنه حداد وَإِذا رَأَيْت بَين يَدَيْهِ الإبرة والجلم علمت أَنه خياط وَكَذَلِكَ صَاحب كل صناعَة إِنَّمَا يسْتَدلّ على صناعته بآلته فَيحكم بالمعاينة من غير اختبار وَلَو رَأَيْت بَين يَدي نجار قدومًا ومنشارا ومثقبا وَهُوَ مستعد للْعَمَل بهَا ثمَّ سميته خياطا جهلت وَإِذا رَأَيْت بِنَاء مَعَه آلَة البنائين ثمَّ سميته حداد جهلت وَكَذَلِكَ من مَعَه الْكِير والسندان ومنفخ إِذا سميته بزازا أَو عطارا جهلت وَلَو قَالَ صَاحب التَّمْر لصَاحب الْعطر أَنا عطار قَالَ لَهُ كذبت بل أَنا هُوَ وَشهد لَهُ بذلك كل من أبصره من الْعَامَّة ثمَّ كل صَاحب صناعَة وحرفة يفتخر بصناعته ويستطيل بهَا ويجالس أَهلهَا وَلَا يذمها ورأينا أَصْحَاب الحَدِيث ﵏ قَدِيما وحديثا هم الَّذين رحلوا فِي طلب هَذِه الْآثَار الَّتِي تدل على سنَن رَسُول الله ﷺ فَأَخَذُوهَا من معادنها وجمعوها من مظانها وحفظوها واغتبطوا بهَا ودعوا إِلَى اتباعها وعابوا من

1 / 54