195

Intisar

الانتصار لأهل الأثر = نقض المنطق - ط عالم الفوائد

Investigador

عبد الرحمن بن حسن قائد

Editorial

دار عطاءات العلم (الرياض)

Número de edición

الثالثة

Año de publicación

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

Ubicación del editor

دار ابن حزم (بيروت)

Géneros

وهذا المعنى يوجدُ في كلام أبي حامدٍ وأمثاله ومَن بعده، طائفةٌ منه في «الإحياء» وغير «الإحياء» (^١)، وكذلك في كلام الرازي (^٢). وأما الاتحاديةُ ونحوهم من المتكلِّمين فعليه مدارُهم، ومبنى كلام الباطنية والقرامطة عليه، لكن هؤلاء ينكرون ظواهرَ الأمور العملية والعِلْمية جميعًا، وأما غيرُ هؤلاء فلا ينكرون العمليَّات الظاهرة المتواترة، لكن قد يجعلونها لعموم الناس لا لخصوصهم، كما يقولون مثل ذلك في الأمور الخبرية، ومدار كلامهم على أن الرسالة متضمنةٌ لمصلحة العموم علمًا وعملًا، وأما الخاصَّة فلا. وعلى هذا يدور كلام أصحاب «رسائل إخوان الصفا» (^٣) وسائر فضلاء المتفلسفة. ثم منهم من يوجبُ اتِّباعَ الأمور العملية من الأمور الشرعية، وهؤلاء كثيرون في متفقِّهتهم ومتصوِّفتهم وعقلاء فلاسفتهم. وإلى هنا كان ينتهي علمُ ابن سينا إذا تاب والتزم القيام بالواجبات الناموسيَّة (^٤)؛ فإن قدماء الفلاسفة كانوا يوجبون اتِّباعَ النواميس التي وضعها

(^١) انظر: «الإحياء» (١/ ١٠٠، ١٠١)، و«المنقذ من الضلال» (١٨٢). (^٢) انظر: «أساس التقديس» (٢٥٠)، و«المطالب العالية» (٢/ ٧٣)، و«مفاتيح الغيب» (٧/ ١٤٢). (^٣) انظر: «رسائل إخوان الصفا» (٣/ ٦٨، ١٣٢، ١٣٨). (^٤) الناموس هو الشريعة والقانون والسياسة الكلية للمدائن. انظر: «مجموع الفتاوى» (١٧/ ٣٣٠)، و«الكليات» (١/ ٤٤٤)، و«تكملة المعاجم» (١٠/ ٣١٤).

1 / 146