وأخيرا جاءت اللحظة التي كان ينتظرها. لقد مات الإقطاعي العجوز، كما ينبغي لرجل نبيل، نتيجة سكتة دماغية وهو جالس في كرسيه ذي الذراعين ممسكا بمرفقه قنينة شراب. وتسلم ديفيد ألين إرثه المنتظر، وكان أول ما أقدم عليه تسريح جميع الخدم، الذكور والإناث على حد سواء، وتعيين بدائل لهم يدينون له وحده بالولاء. وندم المقرضون اليهود على عدم ثقتهم به في السابق.
أصبح ديفيد ألين الآن ثريا، لكن صحته كانت متدهورة وكتفاه محنيتين، ولم يكن له صديق على وجه الأرض. وكان يرتاب في العالم كله، وكان قلقا طوال الوقت وكأنه كان يتوقع أن ينزل به القدر ضربة مفاجئة في أي لحظة؛ وهذا ما جرى فعلا.
في يوم صحو من أيام شهر يونيو، مر بغرفة الحارس رجل صبغت حرارة الشمس وجهه بلون برونزي، ومضى في الجادة المؤدية إلى المدخل الرئيسي للمنزل. وطلب محادثة صاحب المنزل، فطلب منه الانتظار في إحدى الغرف.
وبعد بعض الوقت جاء ديفيد ألين بكتفيه المحنيتين ليستقبل ضيفه، ولما رآه ظل يحدق فيه من تحت حاجبيه الكثين. وما إن دخل الغرفة، حتى هب الغريب واقفا ومد يده ليصافحه.
قال الغريب: «أنت لا تعرفني بالطبع. أعتقد أنه لم يسبق أن جمعنا لقاء. أنا ابن خالك.»
تجاهل ألين اليد الممدودة للمصافحة.
ورد قائلا: «ليس لي ابن خال.»
قال الغريب: «أنا برنارد هيتون، ابن خالك.»
قال ديفيد: «لقد مات برنارد هيتون.»
قال الغريب: «أستميحك عذرا، إنه لم يمت. كنت سأعرف؛ فأنا هو.»
Página desconocida