هز المحامي كتفيه. وقال: «لا أعول كثيرا على تحضرنا.» ثم أضاف: «هذه الأشياء تحدث كل عام، بل عدة مرات في العام.»
أخذت الزوجة تذرع الغرفة مجددا، في حين حاول أخوها أن يهدئ من روعها.
صاحت: «إنه لأمر فظيع ... إنه لأمر مخز أن ترتكب جريمة بشعة كهذه ثم لا يعاقب الفاعل!»
قال المحامي: «أختي العزيزة، لا تتركي الثأر يسيطر على عقلك هكذا. وتذكري أنه مهما حدث للمجرم الذي سبب كل هذا البؤس، فلن يمكن أن يجلب ذلك لزوجك نفعا ولا ضررا.»
التفتت إلى أخيها فجأة وصاحت: «الثأر! أقسم بالله إني سأقتل هذا الرجل بيدي إذا أفلت من العقاب!»
أمسكت حكمة المحامي لسانه عن قول أي شيء آخر لأخته وهي في حالتها المزاجية الراهنة، وبعد أن فعل ما كان بوسعه للتهدئة من روعها، انصرف.
وعندما أتى صباح يوم السبت، واجهت السيدة فوردر الطبيبين.
قالت: «أريد أن أعرف بالتحديد إن كانت هناك فرصة ولو ضئيلة لتعافي زوجي أم إن الفرصة معدومة. إن الترقب يقتلني ببطء، ويجب أن أعرف الحقيقة، ويجب أن أعرفها الآن.»
نظر كل من الطبيبين إلى الآخر. ثم قال أكبرهما: «أعتقد أنه لم يعد هناك جدوى من تركك في هذا الترقب. ليس هناك أي أمل في تعافي زوجك. ربما يعيش لأسبوع أو لشهر، أو قد يموت في أي لحظة.»
قالت السيدة فوردر بهدوء أذهل الرجلين اللذين كانا يعرفان مدى انفعالها الشديد خلال الفترة الماضية: «شكرا لكما أيها السيدان.» ثم أضافت: «أشكركما. أعتقد أنه كان من الأفضل أن أعرف.»
Página desconocida