Intikasat Muslimin
انتكاسة المسلمين إلى الوثنية: التشخيص قبل الإصلاح
Géneros
وهكذا لم تسوف النضير ولم تماطل، ويبدو أنها قدرت الأمر بعمق، فما زال خروج قينقاع المهين ماثلا، وهناك صحيفة معاقل تضمن لهم قدرا من سلام لا يرغبون غيره، مع مسلسل اغتيال رجالها المقدمين، ناهيك عن معرفتها أن المسلمين قد غدوا مقتدرين ماليا على أداء مثل تلك الديات بعد الاستيلاء على ممتلكات قينقاع وأموال فك أسرى بدر من المكيين؛ ومن ثم كانت الحكمة تقتضي تلك الإجابة العاقلة بحيث لا يعطون أي فرصة لنقض صحيفة المعاقل التي لم يمض على عقدها سوى ستة أشهر.
ويتابع الطبري يقول: «وإن يهود النضير عندما أجابوا النبي
صلى الله عليه وسلم
إلى ما طلب، قام النبي وقال لأصحابه: لا تبرحوا حتى آتيكم، وخرج راجعا إلى المدينة، فلما استلبث رسول الله
صلى الله عليه وسلم
أصحابه، قاموا في طلبه، فلقوا رجلا مقبلا من المدينة، فسألوه عنه، فقال: رأيته داخلا المدينة. فأقبل أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم
حتى انتهوا إليه، فقالوا: يا رسول الله انتظرناك ومضيت. فقال: يهود همت بقتلي وأخبرنيه الله عز وجل» (الطبري، التاريخ، ج2، ص551-552).
ويشرح ابن إسحاق في سيرته: «فأتى رسول الله الخبر من السماء بما أراد القوم، فقام وخرج عائدا إلى المدينة.»
ولم يكن هناك سوى رد واحد على خبر السماء، فقد هموا بارتكاب الخيانة، وأن الله قد علم ذلك، فأرسل النبي لهم: اخرجوا من بلدي؟! فلا تساكنوني بها وقد هممتم بما هممتم به من الغدر، وقد أجلتكم عشرا، فمن رئي بعد ذلك ضربت عنقه (ابن سعد، الطبقات، مج2، ج1، ص41).
Página desconocida